١- أوراقٌ بَـاليـة.

258 5 11
                                    

تعلمون ..

البشر غريبوا الطِباع حقاً!

أفعالهُم تُناقد أقوالهم ،كُل شيئ بِهم يُناقض الآخر.

طوال سنواتى على تِلك الحياة و أنا أحاول فِهمهم ،
أحاول أن أكون مِثلهم أو حتى مُجاراتهم لكنى لم أستطع.

رُبما يكون العيبُ بِى ، رُبما أنا الخطأ بينهُم ..

على هذا الكُرسى أنا أجلس أنظر لِلعَروسين أمامى و يَداىّ تُصفق كما يفعل الجميع.

الإبتسامة تكاد تشقُ وجهى إلى نصفين، إنهُ عُرس أختى و علىّ أن أكون فَرحه لها حتى و إن كان داخلى عكس ذلك تماماً.

أنا لا أشعر بِشيئاً داخلى مُطلقاً، ليس حقداً إنما فقدتُ الشعور منذ زمن بعيد قاربتُ نسيانهُ.

التَهنئة تَحِف بِى من كل جانب، أناساً أعرفهم و آخرون أراهُم للمرة الأولى بِحياتى.

و بالطبع لا ننسى السؤال الذى حفظتهُ أكثر من إسمى بِهذة الأوقات ..

- مَتى سَتتزوجين؟!

ذاك السؤال الذى تَم سؤالى بهِ اليومَ أكثر من ألف مرة، المرأة العجوز هُناك حازت على ألف سؤال منهُم وحدها.

و كأنهم لا يعلمون أن هذا السؤال يجرح داخلى، لا يَهم!

مَعذورون هُم لا يعلمون ما مررتُ بهِ بِحياتى حتى كَرهتُ الرجال و عزفتُ عن الزواج مُطلقاً.

و لا ألوم أحداً على ذلك سِوى نفسى، فأنا من بدأتُ هذا مُنذ البداية ..

أكره هذة المناسبات كثيراً، منذ صِغرى و أنا أفعل دون سبب يُذكر.

أظنهُ شيئاً داخلى ،شيئاً حينما يسمع كلمة 'مُناسبة' يَفر هارباً تاركاً إياىّ أشعر بِضيق تنفس يتوغل داخل قفصى الصدرى.

و كالعادة سأبقى ثابته بِمكانى حتى تنتهى تِلك الحفلة و من ثَم أعود لِغرفتى حيث ملاذى الوحيد ..

فجراً، إنطلقنا بِطريقنا أنا و عائلتى، عائدون إلى المنزل بعدما إنتهى العُرس و رحلت أختى مع زوجها.

داخل السيارة، نظرتُ إلى النافذة بِجانبى و الأفكار تعصف بِعقلى هُنا و هُناك ..

أشعر بالوحدة تَسرى بِعروقى و كُل شيئ حولى أسود لا خير فيه ..

لا ليس أسود، بل رمادي، و هذا أسوء بِكثير فأنا لا زلتُ تائهه حتى الآن!

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 28 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

فَتـــاتهُ Where stories live. Discover now