تعلمون ..
البشر غريبوا الطِباع حقاً!
أفعالهُم تُناقد أقوالهم ،كُل شيئ بِهم يُناقض الآخر.
طوال سنواتى على تِلك الحياة و أنا أحاول فِهمهم ،
أحاول أن أكون مِثلهم أو حتى مُجاراتهم لكنى لم أستطع.رُبما يكون العيبُ بِى ، رُبما أنا الخطأ بينهُم ..
على هذا الكُرسى أنا أجلس أنظر لِلعَروسين أمامى و يَداىّ تُصفق كما يفعل الجميع.
الإبتسامة تكاد تشقُ وجهى إلى نصفين، إنهُ عُرس أختى و علىّ أن أكون فَرحه لها حتى و إن كان داخلى عكس ذلك تماماً.
أنا لا أشعر بِشيئاً داخلى مُطلقاً، ليس حقداً إنما فقدتُ الشعور منذ زمن بعيد قاربتُ نسيانهُ.
التَهنئة تَحِف بِى من كل جانب، أناساً أعرفهم و آخرون أراهُم للمرة الأولى بِحياتى.
و بالطبع لا ننسى السؤال الذى حفظتهُ أكثر من إسمى بِهذة الأوقات ..
- مَتى سَتتزوجين؟!
ذاك السؤال الذى تَم سؤالى بهِ اليومَ أكثر من ألف مرة، المرأة العجوز هُناك حازت على ألف سؤال منهُم وحدها.
و كأنهم لا يعلمون أن هذا السؤال يجرح داخلى، لا يَهم!
مَعذورون هُم لا يعلمون ما مررتُ بهِ بِحياتى حتى كَرهتُ الرجال و عزفتُ عن الزواج مُطلقاً.
و لا ألوم أحداً على ذلك سِوى نفسى، فأنا من بدأتُ هذا مُنذ البداية ..
أكره هذة المناسبات كثيراً، منذ صِغرى و أنا أفعل دون سبب يُذكر.
أظنهُ شيئاً داخلى ،شيئاً حينما يسمع كلمة 'مُناسبة' يَفر هارباً تاركاً إياىّ أشعر بِضيق تنفس يتوغل داخل قفصى الصدرى.
و كالعادة سأبقى ثابته بِمكانى حتى تنتهى تِلك الحفلة و من ثَم أعود لِغرفتى حيث ملاذى الوحيد ..
فجراً، إنطلقنا بِطريقنا أنا و عائلتى، عائدون إلى المنزل بعدما إنتهى العُرس و رحلت أختى مع زوجها.
داخل السيارة، نظرتُ إلى النافذة بِجانبى و الأفكار تعصف بِعقلى هُنا و هُناك ..
أشعر بالوحدة تَسرى بِعروقى و كُل شيئ حولى أسود لا خير فيه ..
لا ليس أسود، بل رمادي، و هذا أسوء بِكثير فأنا لا زلتُ تائهه حتى الآن!
YOU ARE READING
فَتـــاتهُ
Romance- أوقدَ نَار عِشقهُ داخلى و عِندما إقتربتُ مِنهُ لِتلمسَ رُوحى هذا الضوء، فَرَ مِنى نَاعِتاً إياىّ بِتلكَ الكَلمة المشئومة..'تِلميذَتِى'. - لا أُحبذ السَرقة!