Another side of Obsession..

Part 05 وجه الحقيقة الاخر

...........

انا و انت كالنار والبارود لا يجب أن نجتمع
لكن لتشتعل انت تحتاجني و لأنفجر انا احتاجك..
اجتماعنا واجب..

...........

طيلة فترة تدريبي ورؤيتي لشتى أنواع المرضى والمراجعين كنت استلم الحالات البسيطة و اشخصها وفي بعض المرات أشرف شخصياً على تحاليل بعض منها وبحكم انني اخترت الجراحة اختصاصاً كان شيئاً اساسياً ان ادخل كطبيب تحت التدريب غرف العمليات لا يهم اي نوع تكون مجرد مراقبة الأطباء ذوي الخبرة والمهارة والكفاءة العالية يعد تعلماً ايضاً واكتساب للخبرات  كيف أنهم يوضعون تحت ضغط كبير داخل غرفة عمليات بأضاءات تتناسب مع الحالة الطبية التي يتعاملون معها كيف يتصرفون كيف يصمدون داخل غرفة لإجراء عملية تمتد لساعات في بعض الأحيان .. وفي أحيان تقارب يوماً .. كيف أن  استجاباتهم تكون سريعة و اتخاذهم للقرارات المصيرية بالحالات الحرجة يعد محطاً للاعجاب.. كنت كلما غصت أعمق بهذا المجال زاد افتتاني به ويقيني انني اخترت الوظيفة المناسبة لي..

كنت متحمسة لاستلام أول مريض لي بشكل رسمي أن اتكفل بحالته منذ اللحظة الاولى والى نهاية رحلة علاجه .. كان الأمر معقداً ومحيراً جداً وضعت خيارات وتخمينات لا تعد عن الحالة الاولى التي سيزورني ملفها لكن ما لم  اتخيله ابداً ان تكون اول حالة استلمها هي إجراء استخراج رصاصات من جسد رجل عصابات..

" هذا إجراء مؤقت لكن يجب ان يذهب للمستشفى بأسرع ما يمكن لقد نزف الكثير من الدماء وقد لا يكون هذا جيداً لا استطيع معرفة ما إن كان يعاني نزيف بمكان ما يجب إجراء الفحوصات اللازمة ."
قلت وانا اقص اخر قطعة ضماد لففتها  حول جسد الشاب  فوق الاريكة ..لم يكن استخراج الرصاصات صعباً لأنها لم تكن قد دخلت بعمق أما نزيفه قد توقف ببطء ما ان بدأت الضغط عليه مسبقاً وهذه كانت بادرة حسنة .. انتظم تنفسه بعد ان اعطيته مخدراً يساعده على تحمل الألم..

" حسناً نشكر جهدك ايتها الطبيبة .."
قال الرجل الهادئ الذي بدأ بمساعدتي على حزم اغراضي عند اقترابه الان والتمعن بملامحه لم يكن يبدو مخيفاً كما ظننت كان فقط جدياً بشكل مبالغ فيه واظن ان هذا بسبب ما استدعاه الموقف آنذاك  ...