تخوفات.

13 2 2
                                    

إنتظرتُ الساعةَ الثامنةَ بفارغِ الصبر، ولكنَ الوقت كان يمشي كالسُلحفاة، بحلولِ الثالثةَ بعد الظهر كان الزبائن قليلون،
الساعة السادسة مساءً إنتهت مناوبة ألين، ولكنها لسببٍ ما بقيت في المقهى تعملُ أكثر، كما لو كانت لا تنوي الذهابَ اليوم.
اخخ كم يمرُ الوقتُ ببطء، جلستُ في الطاولة ثُمَ نظرتُ إلى الساعة المعلقةِ في حائط المقهى كانت السابعة و ثمانٍ وخمسون، وقتها فقط بدأ قلبي يخفق بقوة، بل بأشد ما يقوى.
السابعة و تسعٌ وخمسون يا إلهي كان قلبي سيخرج، بدأ رأسي يردد صوتَ الساعة، تِك تُك، تِك تُك، يعلو ويعلو الصوت في أُذني، تِك تُك، توقفت كُل الأصوات من حولي حتى صوتُ الساعة عندما أصبحت الساعة الثامنة تماماً، للحظةٍ ظننتُ أن أنفاسي توقفت أيضاً.
فُتح بابُ المقهى، وقفتُ لا شعورياً،
يا إلهي بـتِلكَ البدلةُ السوداء معطياً ظهره لي، يلتفتُ وأنفاسي تضيق، تتوقف، لا أعلم فسيولوجياً حتى ماذا كان يحصل لأنفاسي،
ولكن.. مع الأسف.. لم يكن زان.
كدتُ أن أنهال عليه ضرباً حتى يغمى عليه، ولكن ما ذنبه هذا المسكين.
جلستُ في الكرسي مرةً أخرى، الساعة الثامنة وخمس دقائق، عشر دقائق، اخخخ لقد نفذَ صبري.
سمير: "وهن، الطاولة سبعة".
حسناً تقبلتُ الأمر أظنُ أنه لن يأتي.
ذهبتُ لأستلمَ و أُسلِم الطلبات.
وقفتُ بجانب الكاشير.
سمير: "وهن هل لي بسؤال؟".
وهن: "تفضل".
سمير: "بحق، هل أنتِ بخير، لا أنوي التدخل ولكن لاحظتُ أنكِ متقلبةَ المزاج هذه الأيام".
إبتسمتُ من سؤالهِ العفوية فللمرةِ الأولى منذ هذهِ السنوات يسألني أحدٌ سؤالاً صادق.
وهن: "أنا بخير، شكراً لك".
بدأت أتحدثُ معه ونضحك قرابةَ الخمس دقائق.
الساعة الثامنة و خمسةَ عشر دقيقة فُتحَ الباب،
سمير: "عملٌ آخر لك".
إلتفتُ كان زان قبالة وجهي، دون أن أشعر عدتُ للإلتفاتِ لجهةِ سمير.
وهن: "يا إلهي، خبأني".
سمير: "إقفزي في جيبي".
وهن: "جدياً؟".
سمير: "جدياً أنتِ كيفَ أخبأك يا فتاة!".
وهن: "هل ذهب؟".
سمير: "نعم جلسَ في طاولته المعتادة".
وهن: "لا يغيرُ عاداتهِ أبداً".
حملتُ طلبهُ المعتاد وإتجهتُ إليه وأنا أرتجف حتى أمعائي ترتجف.
وهن: "مساءُ الخير زان، تفضل".
زان: "شكراً".
وقفتُ مدةً لا أعلم كيفَ أبدأ أو ماذا أقولُ حتى!.
وهن: "زان.. هل لي بكلمةٍ معك".
زان: "تفضلي، إجلسي".
جلستُ مقابلةً له.
زان: "ماذا تريدينَ أن تطلبي".
وهن: "لاشيء فقط أسمعني، الحقيقة أني..".
قاطعني سمير مُنادياً لي بجرسِ الطلبات، إستأذنتُ زان وذهبت، أخذتُ الطلب سلمتهُ لطالبه، وعدتُ لزان.
وهن: "الحقيقة أنا أريد..."
قاطعتني سيدةٌ تطلبُ الندل.
نهضتُ وأنا مُستفَزة، أكملتُ لها ما تريد وعدتُ لزان مرةً أخرى.
وهن: "زان أنا.."
دق سمير جرس الطلبات.
ضربتُ الطاولةَ بغضب
وهن: "ااخخخ سأُحطمُ هذا الجرس".
نظرَ زان إليَ بتعجب ممزوجٌ بصدمة.
نهضتُ وأنا أقول: "أينَ ذهبَ الجميع اليوم".
كان زان يضحك من غضبي هذا.
سمير: "آسف يا وهن ولكن لا أعلم أينَ سيما وألين والباقون في وقتِ إستراحة".
وهن: "لا بأس، ماذا هُناك؟".
سمير: "تلكَ السيدةُ على الطاولة تسعة، خذي طلبها وأعلميني بماذا تريد".
وهن: "حسناً".
إتجهتُ إلى طاولتها، كانت تجاور طاولةَ زان، كان معظم تركيزي في زان و ذهني مشتت، ماذا يجبُ أن أقولَ لزان؟.
وهن: "مرحباً سيدتي ماذا تطلبين".
رفعت رأسها من المنيو.
نظرت إليّ مدةً بلا كلام.
وهن: "سيدتي".
أصبحت تتنفس بصعوبة.
وهن: "يا آنسة هل أنتِ بخير".
لا أعتقدُ أنها تستطيعُ التنفس.
وهن: "آنستي، يا آنسة، ما بك، هل أنتِ بخير؟".
تجمعَ حولها الرجال وأولهم زان، حملوها كي يأخذوها إلى المشفى، أمسكت المرأة بيدي.
السيدة: "سامحيني، سامحيني يا جُمانة".
وهن: "يدي تُؤلمني سيدتي أرجوكِ أفلتيني".
السيدة: "سامحيني".
كانت تسحبني معها إلى أن وصلت الباب، ركضت ألين إليّ وأفلتت يدي من المرأة أمسكتني عندما كدتُ أقع والمرأة كانت لا تزالُ تُردد جُملتها: "سامحيني يا جُمانة".
من هذهِ جُمانة؟.
ألين: "وهن هل أنتِ بخير؟".
وهن: "نعم أنا بخير".
ألين: "ماذا حدث؟".
وهن: "لا أعلم فقط أنا..".
ألين: "لا بأس".
وهن: "هل ستكونُ بخير؟".
ألين: "أتمنى ذلك".

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 22 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ديسمبر الظالم | Unjust Decemberحيث تعيش القصص. اكتشف الآن