Part 01 : ضربة مرتدة

939 45 14
                                    

لن نكون خائنين ليد مُدت لنا ، لكن ، تجاوز واحد
و ستُبتر تلك اليد .

■■■

تجلس تلك الفتاة أمام نادل البار تحتسي كأسا من النبيذ و تدخن سيجارتها غير آبهة بالعيون المصوبة حولها ...

حسنا هي جميلة و متيقنة من ذلك و بأن سحرها
الذي لا يقاوم يجعلها محط الأنظار غصبا عن الجميع ...

المسألة مسألة ثقة عالية بالنفس لذا لا تستغربوا ...

لحظات من السكينة ، أو بالأحرى سكينة بطلتنا
جيانا ، حتى دخل رجل ما جذب الأنظار نحوه ، بثيابه الأنيقة و شعره الغرابي المصفوف بعناية شديدة ، وملامحه الأشبه بأنها ليست من كوكب الأرض ، خصوصا عيناه التي حملت لونا داكنا كالليل ... كان محط أنظار الكل خصوصا النساء ، متزوجات كُن أو عزباوات ، يلعنن حظهن التعيس في عدم إمتلاك شخص كهذا في حياتهن ، لكن هو كان لا يبدي أية إهتمام و كأنه معتاد على الأمر ...

واصل طريقه نحو النادل حيث جلس مقابلا لتلك الفتاة التي لم تكلف عناء زرقاوتيها حتى بالنظر إليه و كأنه ليس موجود أصلا ، بل واصلت تدخين سيجارتها بكل إرياحية و كل مرة تأخذ رشفة من مشروبها ...
طلب ذلك الرجل كأسا من الشمبانيا ثم قال بعد لحظات للقابعة أمامه :

" مالذي تفعله فتاة مثلك في هكذا مكان ؟؟ "

" و ما شأنك أنت ؟؟ "

رد سريع لم يستغرق ثانية حتى ، أجابته دون النظر إلى وجهه و هي لا تزال تستنشق سم سيجارتها بهدوء تام لتردف بعد لحظات :

" اهتم بشؤونك الخاصة أيها الفتى حتى لا يتشوه وجهك القبيح و يزداد قبحا ... "

مهلا مهلا ...

هل نعتته بالفتى للتو ؟؟

ماللعنة ؟؟

و نعتته بالقبيح أيضا ؟؟

حسنا سمعته الآن على المحك ...

رفع ذاك القابع أمامها حاجبه بسخرية و ارتشف من كأس الشمبانيا الذي وُضع للتو أمامه و قال :

" أنتِ ، ستشوهين وجهي أنا ؟؟ يا لها من مزحة "

" هل تريد أن تجرب ؟؟ "

رفعت الأخرى بدورها حاجبها لتتضح ملامحها له ، أعين زرقاء بظلال أعين سوداء و بكحل جعل من نظرتها أكثر حدة و شفاه بلون احمر نبيذي ...

" اسمعي أيتها الغِرّة ، لا تلعبي بالنار حتى لا تحترقي بلهيبها ... "

قال كلماته تلك بنبرة حملت كل معاني الثقة بينما هي أخذت أخر نفس من السيجارة لتطفئها على فخذ القابع أمامها الذي لم يستوعب الصدمة بعد لتقول له بنفس نبرته :

" و أنا أحب اللعب بالنار ... "

و ما إن استوعب صدمته حتى حرك فكيه بغيظ ، أما هي فكانت تناظره و كأنها تشاهد فلما سينمائيا ، فنهض من مجلسه هاما بالإقتراب منها ، فسبقته هي بخطوة لتنهض متراجعة للوراء ...

GoldenOù les histoires vivent. Découvrez maintenant