الحلقة الأولى

11.7K 107 0
                                    

- يا بنتي سليم رجع من السفر!
رديت ببرود_ما يرجع اعمله ايه يعني!
  - جوزك!
  صحّحت بنفس البرود وأنا بقاوم الغصة اللي في قلبي- على الورق، جوزي على الورق
  - يا منة...
  قاطعتها_متحاوليش يا سميرة، أنا عمري ما اعتبرت سليم جوزي، ولا هو اعتبرني مراته، يعتبرني مراته ازاي واللي بينا ورقة عرفي من وأنا عيلة مكملتش 14 سنة!
  - في الأول والأخر جوزك.
  ابتدت العصبية تظهر على وشي، فقومت اتحركت بغضب وأنا بزعق_قولت ميت مرة على الورق، أنا مش متجوزة، ولا عمري هعترف بالجوازة دي مهما حصل
كملت بعد ما وقفت قصادها وهي بتراقبني بضيق_لو مش عايزة تخسريني، وتخسري ورقتك الكسبانة، متفتحيش الموضوع ده تاني نهائي معايا، كفاية إني قابلة القاعدة هنا وسط الناس دي بسببك بس!
_الناس دي يبقوا...
_يبقوا ايه يا سميرة؟ يبقوا إيه يا مرات أبويا؟
متخليناش نفتح في القديم، متخلينيش افكرك باللعبة اللي دخلتيني فيها وأنا عيلة مش فاهمة حاجة
وقبل ما تتكلم تاني قاطعتها بجمود_لو سمحتِ، كفاية
مش عايزة كلام في الموضوع ده تاني، كفاية القرف اللي بحسه ناحية نفسي إني رضيت ادخل في لعبة قذرة زي دي، لو سمحتِ سيبيني لوحدي.
بصتلي بحزن وضيق وخرجت، ورجعت أنا اترميت على السرير ببكي بقهر، مين تطول يبقى اسمها مقرون باسم "سليم الشهاوي"؟، مين تطول أصلًا تدخل في عيلة زي دي!
بس للأسف أنا دخلت فيها بابشع الطرق، دخلت في لعبة مش مدركة خطورتها وأنا لسة طفلة مش فاهمة حاجة ولكن اغرتني الفلوس والجاه و... هو!
سليم!
فارس أحلام أي بنت،
واللي كانوا من ضمنهم أنا
وازاي مقعش في حبه وهو مفيهوش عيب وأي واحدة تتمناه!
ورغم إني مشوفتوش من ٦ سنين تقريبا وتحديدًا من يوم كتب كتابنا المشؤوم،
بس عمري ما بطّلت أتابع أخباره من بعيد لبعيد، ولقيت نفسي بكبر وهوايا ناحيته بيكبر معايا، عدِّيت طفولتي ومراهقتي وشبابي، وأنا قلبي بينبض باسمه... سليم
القريب البعيد، رغم قرب اللي بينا، إلا إن فيه بينا مسافات بعيدة، بعيدة جدًا وملهاش آخر..
رجعت بذاكرتي لـ ست سنين ورا، تحديدًا في القصر، كان عمري ١٤ سنة، طفلة طموحة بتحلم بالفارس المغوار اللي هياخدها على الحصان الأبيض زي أميرات ديزني، كانت كل أحلامي إن يبقى عندي هدوم كتير وكل حاجة أعوزها تكون مُجابة، ولكن كنت في أسرة بسيطة عايشة وسط رخاء، ورغم إن حالتنا مكانتش تحت أوي بس كان دايمًا فيه فرق بين طموحي واللي أنا شايفاه، وبين اللي أنا عايشاه.
كان بابا بيشتغل في شركة والد سليم، وسميرة برضه مرات بابا اللي اتجوزها بعد وفاة مامتي، كانت كبيرة الخدم هناك، مسئولة عن كل حاجة، ولكن مش بتمد إيدها في اي حاجة، بتدي أوامر وبس زيّها زي الهانم، بس كان عندها طموح أكتر من كدا، لكن طموح... على حسابي!
ولإن بابايا ومراته شغالين مع العيلة، فكنا مقيمين في أوض في القصر، ولكن رغم إننا يعتبر عايشين معاهم، إلا إنه كان فيه فرق دايمًا..
كان الوقت متأخر، الساعة كانت ١ بالليل تقريبا،
لقيت سميرة بتتحرك من جمبي على السرير بهدوء،
صحيت ببص ناحيتها باستغراب وأنا بفرك عيوني العسلي بنعاس فلقيتها بتخرج من الأوضة،
اتسحّبت وراها باستغراب وأنا كُلي فضول، لحد ما لقيتها واقفة تحت معاه، سليم!
كأي بنت طبيعية مكانش ينفع أشوف سليم شخص عادي، كان بالنسبالي حلم، حلم بعيد جدًا..
سمعتها وهي بتكلمه، وكانت لهجتها فيها تهديد شوية_هو ده شرطي، ولكن لو أخليت بالاتفاق ده أنا مش هتردد أروح وأحكي لأبوك وعيلتك كل حاجة، صدقني مش هتردد يا سليم وأنتَ عارفني كويس!
كان وشه وعيونه حمر، وعروقه نافرة بغضب واضح، ولكن كان باين عليه الإنكسار، نزل وشه في الأرض واتكلم بغضب مكتوم_إزاي بس!
استحالة يوافقوا على حاجة زي دي وأنا وأنتِ عارفين السبب كويس!
وقتها ضحكت بخبث وقالت_وأنا عندي الحل، هو هيحصل شوية دوشة، بس مفيش حاجة تضمنلي إن هيحصل اللي عايزاه غير ده..
رفعت راسها في اللحظة دي ليا، وندتني بنبرة حنينة غريبة_تعالي يا منة، تعالي يا حبيبتي واقفة كده ليه؟!
نزلت ليها وأنا ببصلهم الاتنين باستغراب، ولكن نظرات سليم ناحيتي كانت غضب، وكره وحقد كله ناحيتي، كانه بيتوعدلي
بلعت ريقي بتوتر، فقالت_إيه رأيك في سليم؟
نقلت نظراتي بينهم بتوتر_يعني إيه يا سميرة؟
_تحبي يكون سليم جوزك، وتبقي صاحبة القصر ده، عندك عربيات وخدم وفلوس وهدوم كتير، وكل حاجة أنتِ عايزاها
لمعت عيوني بدهشة، الحقيقة العرض كان مغري جدًا، سليم اللي يبقى حلم كل بنت هيبقى جوزي، وكمان كل الأملاك دي هتبقي ليا!
هزيت راسي بسرعة بابتسامة عبيطة، فزفر هو بصوت عالي وكإنه مخنوق ومكانش طايق الوضع، ولإني اصغر من إني أفهم التفاصيل اللي بتدور فمعلقتش، بس لاحظت ابتسامة سميرة اللي زادت، مالت ناحيتي وحطت إيديها على كتفي وبنبرة أشد خُبث_يبقى تنفذي كل اللي هقوله ليكي، ومن غير اعتراض أو اسئلة كتير...

تحت التهديد للكاتبة / منة ممدوح البناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن