DEVALO||04

14 1 0
                                    

الفصل الرابع: هروب

القاهرة /حي مصر الجديدة/الخامسة فجرًا.

عزيزي...
  أعلم ان هذه الطريقة مُحببة بالنسبةِ لك، لكنني أعلم أيضا إنك ستلتمس لي العذر مره أخرى، لعلك تعلم أن تسامحك الكبير معي هو الذي قادني للوقوع في غرامك، لقد كنت دائمًا شخصًا جيدًا معي، قدمت كل شيٍء في سبيل أن أتعافي، قدمت الحب والتضحية ولم تبخل عليَّ بالصبر يومًا

احببت وجودك بجانبي، احببت طريقة دفاعك عني أمام عائلتي، وإيمانك بكوني فتاة صالحة رغم كل المساوئ، ورغم كل الذين حاربوا لإظهار عكس ذلك.

  كنت الشخص الوحيد الذي آمن بي، ولم يفهمني أحدا مثلما فعلت انت، لم يرَني أحد جميلة مثلما رايتني انت، لم يمر علي قلبي رجل مثلما مررت انت، لكن الأشياء الجميله لا تبقى للابد، وهذه المرة بالتحديد قررت أن أرحل انا عنها قبل أن ترحل عني، لقد كنت طفلة جميلة  تحب الضحك والناس، أحب التجمعات،
وأحب ان أكون دائمًا متفوقة ونبيلة، لكن ثمة مواقف حدثت لا يسع الوقت الآن أن أذكرها هي ما جعلتني بهذا السوء، مواقف جعلتني غارقه في الخوف واليأس والكأبة، جعلتني أرفض الناس، وأرفض بقاء احدٍ بجواري، حطمتني وأفسدت حياتي مع عائلتي،
في اللحظة التي قررت أن أصلح ما تبقى مني وأوافق على الزواج لم اتعافَ بشكل جيد، وهذا ما افسده التفكير فلم يستمر زواجي طويلًا لنفس الأسباب الصمت يا 'فخر الدين' الصمت أمام الحق والحقيقة، الصمت خوفًا من ان تؤذى عائلتك بما تعرفه عنهم.

   عزيزي.. أردت ان أقول لك إنني لست محامية و معيدة جامعية ذكية باهرة في التعامل مع الطلاب و المتهمين؛ بل كنت اشعر فقط بمعاناتهم، برغبة الطلاب في النجاح وإظهار الحق، ورغبة المتهم في البراءة و ظهور الحقيقة، كنت أعاني الأمرين، كنت انا الجاني والمجني عليه، القاضي والمتهم، الحق والظلام.


لم أستخدم طرقًا مبتكرةً وحالًا ذكيةً في الدفاع عنهم، كنت أشعر بهم فقط، صدقني أكثر ما يحتاجه المرء ان يشعر به احدهم، يفهمه ويستوعبه ويحتويه، ولقد وجدت في وجودك بجواري أكثر ما أحتاجه، لكني مع الأسف لا يمكنني تدمير حياتك لأنني لست فتاة صالحة، لا يمكنك الارتباط بفتاة صمتت أمام الحق، واستدارت في الكواليس خوفًا من إزاحة الستار عن فجاعة ووحشية عائلتها، أكتب لك وأنا أستعد للسفر لن أعود ابدًا سأحاول البحث عن حياةٍ أخرى في مكان آخر؛ فأنا لن أتحمل البقاء هنا وأنا أعرف الحقيقة و أصمت، شقاء نفسي يزداد و أنا أستمر في الصمت،  و في الوقت نفسه لن أحب تحطيم عائلتي إن قررت التحدث والاعتراف بما أعرفه عنهم، سأغادر عسى أن يهدأ عقلي وتنطفي رغبتي في الانتقام منهم.
كل الحب والسلام على قلبك حبيبي
واستاذي/ فخر الدين.

DEVALOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن