DEVALO

DEVALO ||05

الفصل الخامس: أهلا بكـــم في روما

مطار القاهرة / السابعة صباحًا.

وصل الأصدقاء إلي المطار في انتظار الإقلاع،  كانت داليدا تواصل قراءة خبر استحواذ شركة عمها مكرم أبو العزم علي أسهم إحدي الشركات الكبري للصرافة و تداول العملات، بينما ذهن مروان كان لا يزال يفكر فيما حدث مع الضابط علي بوابة القاهرة، ويتحدث مع يمني عن الأمر و هنا تدخل ياسين ساخرًا:

ــ اللهم اضرب الظالمين و أخرجنا منهم سالمين!

نظر مروان إلي ياسين و هو يقول في غضب:

ـ أي ظلمِ يا أنت؟!  لم أكن ظالمًا يومًا، لطالما حاولت أن أكون شخصًا لطيفًا، ليس كل رجال الشرطة بالنظرة التي تظنها عنا.

ضحك ياسين بسخرية:

ـ صمتك عن الحق مساندة للظلم يا صديقي.

أثارت كلمات ياسين الضيق في نفس يمني فقالت:

ـ أحيانًا تجبرنا الحياة علي الصمت يا ياسين

واصل ياسين سخريته:

ـ أظن أن هذا مبدأ الضعفاء يا عزيزتي، لا يوجد قوة في العالم أقوي من الحق، صمتك يعني موافقتك، إن لم تكن شريكًا في الظلم نفسه .

اقترب مروان من ياسين و كاد أن يحدث شجار بينهما، لكن سرعان ما تدخلت داليدا و قالت لهم:

ـ اسمعوا، لنترك هذه المواضيع جانبًا لحين العودة من الرحلة،  و لنستمتع بالسفر، و إلا فلنعد لمنازلنا و نجتمع في مقاهينا نتحدث عن هذة الواضيع المملة المكررة.

صمت الجميع،  فــ لاحقهم صوت المذياع الداخلي:«علي السادة المسافرين إلي روما في رحلة رقم 3655 التوجه إلي الطائرة التي ستنطلق بعد نصف ساعة من الآن ».

في الطائرة جلس مروان بجوار ياسين، وجلست داليدا رفقة يمني، كان كل منهم مشغولًا بعالمه، الرحلة لغرض السياحة، لكن بداخل كل شخص يوجد غرض آخر، سر آخر ينتمي له لا يريد إخبار أحد به

داليدا كانت تأمل في معرفة السوق الأوروبي، ومدي توسعه، و فرصتها في الإنضمام له، كانت تفكر دائما كيف تصبح إمرأة قوية، ومن ثمَّ تبدأ في الانتقام من عمها الذي دمر جزءًا كبيرًا من حياتها، لكن في قلبها كانت أيضًا تتشوق لزيادة روما، المدينة التي أحبها الرجل الوحيد الذي أحبته ولم تكتمل العلاقة بينهما لأسبابٍ غامضة، ثمة تفاصيل حدثت بينهما جعلتها ترفض فكرة رحيلهما حتي بعد ثلاث سنوات علي نهايتهما.