فئران و ثعلب

138 15 1
                                    

مر أسبوعين، تحسنت صحة {حور} كثيرًا ،و لكن لم يمنع ذلك أهتمام {غيث} بها كأنها طفلة حديثة الولادة، و رفضه التام لقيامها بأى تدريب من ألقاء سهام أو أستخدام السيف أو غيره، و رغم ذلك، كانت تتسلل ليلاً بعيدًا عن المنزل و تزاول تدريبتها، تعلم أن البلاد في حرب باردة، ولا يمكن الراحة الأن، لذلك أعدت خطة لم تفصح لأحد عنها، ولا حتى لأقرب الناس لقلبها، {غيث}..

و ربما لم يتعافى جسدها تمامًا، لكن لا باس بحالته، رقم قصر المدة التى أمضتها في الفراش، إلا أن خلطة الأعشاب التى صنعها {نادر} كانت ذات تأثير فعَّال

و في أحدى الليالي، كانت تدرب على أطلاق السهام التى تتقنها عن ظهر قلب، ألتقطت أخر سهم متواجد بكنانتها، و صوبته نحو هدفها، و..
و أنطلق ،و لأول مرة، تخطئ هدفها!
لقد أنطلق السهم في جهة مختلفة هذه المرة، لقد سقط أرضًا!

لكن {حور} لم يشغلها الأمر، بل أخفضت قوسها ،و تراجعت بحدة و هى ترى مَن برز مِن وسط الغابة المظلمة، و لم تأخذ سوى ثواني حتى علمت هوية القادم، لذى فقد ألقت قوسها يحركة سريعة و أستلت سيفها في عجلة و أشهرته نحو الفتاة التى كانت تتجه نحوها، و لم تكن سوى {ليلي}!

كانت متحفزة و هى تقبض على سيفها بقوة، بينما كانت {ليلي} تتحرك بهدوء نحوها - على عكس كل مرة تلتقي بها - حتى وقفت على بُعد متر و نصف منها، و قالت و هى تجذب غطاء عباءتها بعيدًا عن شعرها لتكشف وجهها و هى تقول ببسمة هادئة :
_عرفتيني في وسط هذا الظلام الدامس؟!

لم تجب {حور} و إنما ظلت على وضعها، بينما أكملت {ليلي} و هى تتنهد :
_أعلم أنني تسببت في الكثير من المتاعب لكِ في ظل أجواء مشحونة مع قتالك ضد الهسوديم، و عوضًا عن معاونتك ضد المحتلين، صرت مثلهم، ضدك، ولا تعلمين كم أشعر بالمرارة كلما تذكرت الأمر

لم تقتنع {حور} بأى كلمة خرجت من فم {ليلي}، و قد لاحظت الثانية ذلك، فأكملت و هى تلقي أسلحتها أرضًا :
_أعلم أنه من الصعب تصديق ذلك، و أنكِ متأكدة أنني كاذبة، لكن هناك من جعلني أبصر الحقيقة

نظرت لها {حور} بشك و هى تضم حاجبيها في محاولة لفهم مخزى حديث الأخرى، و شعرت بتعجب عندما رأتها تلقي بسيفها و خنجرها و عدة أسلحة حادة صغيرة، كانت تحمل كمية لا بأس بها من الأسلحة مما ضاعف دهشة {حور}، لما قد تحمل كل هذه الأسلحة إذا كانت تريد الصُلح و ليس القتل!

و ربما قد سمعت {ليلي} تساؤلها الداخلي و هى تقول :
_أعلم أن أسلحتي كثير، لكن كما تعلمين لقد غربت الشمس، و جواسيس الهسوديم منتشرون ،و ربما كنت لأقابل أحدهم في طريقي إليكِ، ولا يمكنني مواجهة أحدهم و أنا وحيدة دون سلاح أو أى أداة دفاع

بدى حديثها منطقيًا بعض الشئ، و لأول مرة، تتحدث {حور} منذ بداية الحديث و هى ترخي قبضتها على سيفها :
_ماذا تريدين؟!

مملكة أفابيل (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن