مملكة أفابيل (مكتملة)

أميرة الهسوديم

أبتلعت {راية} لعابها و هى تعبر النهر فوق الصخور، قفزت فوق أخر صخرة تفصلها عن الضفة الأخرى، لكن ساقيها لم تحتملا ، و قررتا التخاذل ،فانزلقت من فوق الصخرة التى لم تطل سوى أطرافيها، و أنجرفت مع تيار النهر، و تضاعفت آلامها ، فحاولت التشبث بأى شئ، و لكنها لم تجد، فجاهدت لتصل لأحدى الضفتين، و بالفعل نجحت في التشبث و باتت تقاتل كى تنجو، لكن إصابتها لم تكن هينة، و أضحت أنفاسها تتقطع، و زارها الدوار، و فقدت توازنها، و أفلتت يدها البابس، و أسودت الدنيا من حولها!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أستيقظت بعد فترة ، لا تعلم مدتها، و أرتفعت جفونها بتثاقل ،لكن الرؤية كانت مشوشة بعض الشئ، فعادت تغمض عينيها بتعب، و تركتهما هكذا لفترة ،قبل أن تشعر بمن يرفع أحدى ساقيها، ففتحت عينيها فجأة رغم تعبها و نظرت لذلك الشاب الذى كان يمسك ساقها، و للعجب لم ينظر لها الشاب أو يبدي اهتمامًا باستيقاظها، فقالت بصوت مبحوح :
_م. من أنت؟!... أي...أين أنا؟!

شعرت فجاة بمن يرفعها من فوق الوسادة و يحتضنها، و سمعت صوت لم تسمعه منذ أيام :
_راية.. صغيرتي الحبيبة.... ماذا فعلوا بيكِ يا صغيرتي

نظرت لها {راية} بصدمة، و هبطت دموعها و هى تهمس :
_أم.. أمي!

مسحت {صابرين} على شعر {راية} بحنان و هى تقول :
_نعم يا صغيرتي، أنتِ بمأمن الأن

علت فجأة شهقات {راية} و هى تقول :
_أ. أم. أمي... لقد أهانوني و عذبوني يا أمي... لم أرى في عينيه شفقة حتى.. ل. لقد دفن رأسي في المياه رغبة ب. ب. بخنقي!
ل. لقد أروني كل ألوان العذاب يا أمي!

و أنتفضت مع نهاية عبارتها، فأشارت {صابرين} للطبيب الذى كان يداوي جراح {راية}، فلملم الأخير معداته و أنصرف، بينما نظرت {صابرين} لصغيرتها و قد أشتعلت عينيها و هى تقول :
_ڤينوم من فعل ذلك؟!

هزت {راية} رأسها بتعب، فزداد هيجان {صابرين} الذى لا يهدأ، و زادت رغبتها في الفتك به، لكن تبخرت أفكارها عندما سمعت سؤال ابنتها :
_كيف وجدتموني؟!

_لقد رأكِ أحد جنودي يا صغيرتي، و أحضركِ فورًا،لكن ماذا جاء بيكِ يا راية إلى هنا؟!

_ل. لقد أخذتني أحدى الخادمات لمنزل اهلها، بعدما لطمني ڤينوم لتواجدي بجناحك، و بقيت عندهم لفترة، لكن سرعان ما أكتشف ڤينوم الأمر، و أخذني من المنزل بعدما صفى اهله

صمتت قليلاً و هى تلتقط انفاسها بصعوبة، و تبتلع لعابها ،ثم عادت تسرد ما حدث :
_و بعدما أنتهت حلقة تعذيبي، سمعته يأمر أحد الجنود بإلقائي بعيدًا عن القصر ،قبل أن أفقد وعي

_و ماذا حدث بعد ذلك؟!

_أستيقظت لأجد جراحي مضمدة فوق فراش وثير في منزل غريب، و حور تقبع أمامي، لكنها خرجت عند سماعها لضجيج بالخارج، فانتهزت الفرصة و هربت