طعام غير آدمي

149 10 2
                                    

ظلت جامدة أمام الباب، و كذلك تجمدت أفكارها، ابن من؟! لما قد تقول {صابرين} هذا؟! و لما نبرتها لينة إلى تلك الدرجة؟! لما لا تبدو مصطنعة؟! و ما علاقة علامة عنق {غيث} بأثبات أنه ابنهما ؟!

أبتلعت {حور} لعابها ، و نظمت أنفاسها المتسارعة، لكنها لم تستطع فعل ذلك في دقات قلبها، ربما هى لم تصدق ما يُقال، لكن مجرد تخيل الأمر، تخيل الأمر بشع إلى حد كبير، تخيل أن أهل زوجها دبروا أمر مصرع عائلتها!
ياله من أمرٍ شنيع

تنفست في محاولة أخيرة لاسترداد هوادتها، و نفضت تلك الأفكار عنها، ثم دفعت  الباب و دلفت في هدوء و هى تسأل {غيث} دون النظر إليه :
_إذًا ،كيف حال آسرانا؟!

لكن {صابرين} لم تنصت إليها و هى تنظر ل {غيث} بلهفة :
_بنى ،بنى أنظر لي، أنني أملك نفس العلامة على كفي

لكنه لم يفعل، بل نظر ل {ڤينوم} و هو يقول بخشونة :
_أنظر يا ڤينوم، أنت الأن أسيرنا ، و أحذرك، أحذرك بالحسنى من أقتراف أى فعل أحمق، قد تندم عليه فيما بعد

ثم أشار ل {صابرين} :
_و أخبر زوجتك أن تخفض صوتها، فلقد مللنا سماع صياحها المتواصل

بينما كانت {حور} تراقب الأجواء بأعين زائغة، فقد رأت كف {صابرين}، و رأت العلامة التى يمتلكها {غيث} في عنقه، مالذي يعنيه هذا؟!

أفاقت على صوت {غيث} الصارم و هو ينهض :
_نفذ ما أمرتك به ڤينوم، كى لا يكون مصيرك كمصير جيشك

أبتسم {ڤينوم} و هو يقول :
_كيف لي أن أفعل شيئًا يا قائد الجيوش و أنا مقيد و جنودك يحرسونني و صِرت أسيركم؟!

كان استهزاءً أكثر منه سؤالاً، و إن لم يهتم {غيث} به كثيرًا ،بل انصرف، تاركًا خلفه {حور} وحدها مع الأسرى، لترمقهم أخر مرة، ثم ترحل خلف زوجها، فقد شعرت أن حالته تلك لم تكن ل {ڤينوم} و زوجه فقط، كأن هنالك ما يضايقه، و صدقًا ،تمنت لو أخطئت في فكرها هذا
هذه المرة على الأقل..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان جيش {ديڤيڤ} قد أنتصر بعد شروق شمس اليوم التالي، و عاد كاملاً - تقريبًا - للمملكة

أستقبل {كرم} قائد الجيش المنهك بترحيب جم، و قال :
_كنت أعلم أن على قدر المسئولية

أبتسم القائد و هو يهز رأسه، لكن سرعان ما خفتت تلك البسمة و هو يخبر {كرم} بأمر رسوله،و كانت صدمة كبيرة له، فرسوله هذا من أكثر الرسل ترحالاً إلى أفابيل برسالته!
فتنهد و هو يقول :
_حسنًا، يكفي خائنان ، على الأقل لم يكن ضمن جنودي

رفع القائد حاجبيه و قال :
_خائنان؟!

_نعم، لقد أمسكنا بجاسوس هسوديمي ،أراد الإيقاع بمرجان بدلاً منه، و بدل الأسلحة الراحلة لأفابيل بأخرى مهترئة معطلة، لا أعلم مالذي صار لرجالي

مملكة أفابيل (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن