حاولت كاساندرا الإحتجاج بأي شيء للتملُّص من اللقاء بذلك الرجل قبل أن يدركهما و هو يعبر الشارع ناظرًا حوله، إلا أن الأوان قد فات، صافحته مكرهة بينما إرتعدت شفتاها الزهريتان بإبتسامة مغتصبة، أما هو فظل محتفظا بملامحه الودودة، في الوقت الذي إندفع السيد ميكفولي مُعرِّفًا:
"هذه هي الملاك التي أنقذتني يومها... الآنسة كاساندرا طومسون!".
إرتفع حاجبا الأسترالي قليلاً و هو يردد الإسم بهمس قرأته على شفاهه، قبل أن يضيف السيد ميكفولي مشيرًا إليه:
"و هذا السيد...".
"روي كارنيغي!".
تدخل الأسترالي يتولى تقديم نفسه بنفسه، و تابع:
"سبق و تقابلنا، كان لقاءً عاصفًا بعض الشيء، حتى نسينا تبادل الأسماء!".
تشارك الرجلان نظرة غامضة حيَّرت كاساندرا، إنتهت بإبتسامة غريبة على شفاه كل منهما، ثم إستأنف السيد ميكفولي حديثه بإعتزاز:
"إذن سبقني القدر في تقديم هذه المخلوقة الرائعة لك سيد... كارنيغي".
تلعثم عند نهاية العبارة، قبل أن يتدارك الأمر يفرك جبينه بإبهامه و يستطرد:
"كاساندرا طومسون فتاة جريئة و رابطة الجأش، لا يمكنني أن أنسى ما حدث، عندما هبَّت عاصفة كارثية قبل سنتين و تسببت لي في حادث خطير على طريق فورت ديفيس، كانت بحوزتي حقيبة أموالي و أوراق عملي الهامة، و صادف أن مرَّت بي هذه الشابة و كانت الأشجع بين جميع من مرُّوا قبلها... لأنها الوحيدة التي ركنت سيارتها قرب الحادث، نقلتني إلى المشتشفى، و صانت حقيبتي بمنتهى الأمانة حتى تعافيت!".
تأملها روي لبرهة بدت لها طويلة جدا، حتى شعرت أنه يعانقها بعينيه، ثم نطق أخيرًا في لهجةٍ حملت بين طياتها الكثير:
"أوافقكَ الرأي يا بن... يا لها من شابة مذهلة!".
أزعجتها نظرته المغرية الخالية من كل تحفظ و رسميات، حسنا، هي لم تأبه يومًا بتلك الكلمات السخيفة، و لم تعبأ أبدًا بأن يتوخى الناس أي رسمية أو تحفظ حين يتعاملون معها، على العكس، كانت تود لو يعاملها الجميع بعفوية لا يشوبها التصنع، لكن مع رجل مثل روي كارنيغي رحبت بكل الرسميات الفارغة و الشكليات الكريهة! حاولت إخفاء تأثير وسامته و تأمله الودي لها عن كثب، و إحتمت بقشرتها الرجولية فقالت بلهجة أيقن روي مرماها على الفور:
"نحن أهل تكساس كرماء و نغامر بودِّنا إلى أبعد حد مع الوافدين إلينا، شرط أن يكون الوافد شخصًا لطيفًا مثلكَ سيد ميكفولي... لا يتعجرف كأن كل الأرض له و لا يصدر الأوامر هنا و هناك كأنه ملك زمانه!".
تلاعبت بشفتي روي ضحكةٌ قصيرة، و عقَّب بنفس اللهجة:
"«الفطِن لا يُلدغُ مرتين من الجحر نفسه!» لا تنسي هذا القول المأثور أبدًا يا... كاساندرا!".
أنت تقرأ
أرض كاساندرا|𝕿𝖍𝖊 𝕷𝖆𝖓𝖉 𝕺𝖋 𝕮𝖆𝖘𝖘𝖆𝖓𝖉𝖗𝖆
Romanceكاساندرا فارسة أصيلة و راعية بقر من الطراز الرفيع، تعلمت منذ نعومة أظافرها أن تحب تكساس... و أن تكره الرجال! لكن هل ستثبت على موقفها بعد لقائها بمن يماثلها أصالة و رِفعة و يفوقها خبرة في الحياة؟ تبدو كاساندرا عنيدة و رابطة الجأش، و يبدو راعي البقر ا...