Part 1

74 14 9
                                    

عقارب الساعه لم تتوقف عن التحرك، وذلك النحيب لم يهدأ ايضاً، كانت تراقب صفاء السماء من سقف غرفتها الزجاجي، وكلما غرقت بتفاصيل نجومها، افاقت من دقات العقارب وصوت النحيب الذي يخترق قلبها

وقفت مكانها وهي تتنفس الصعداء وبخطوات هادئه كلص محترف، اختلست النظر من خلف باب غرفتها لتجد الممر يخلو من مراقبيه، توجهت اتجاه اليسار وهي تسير بسرعة غير ملفته، كان صوت النحيب أوضح زادت خطواتها أكثر وأكثر حتى وصلت للغرفة المنشودة ، أمسكت مفتاح معلقاً كالعقد برقبتها وامسكت به ثم فتحت تلك الغرفه، ليقابلها الصراخ بعناق من الكأبه، دلفت الي الغرفه واغلقت الباب ثم اضاءت اضاءه خافته مائله للاصفرار لتطهر تلك الجدران الفيكتوريه والاثاث الذي ينم ارستقراطية ذلك المنزل المهيب

أمامها مباشره كان ضوء النجوم من السقف يظهر شابا مفتول البنيه ومليح الوجهه يجلس على فراشه، تختبأ ملامحة خلف ذقنه وشعره الأسود الذي وصل أسفل عنقه

اقتربت أكثر فظهر تلك الاغلال المغلله بها يديه وقدمه بذلك الفراش 

رفع رأسه لها ودموعه كاللؤلؤ تزين وجهه وذقنه، نظر نظره لا تحمل اي معنى لتبادره هي بنفس تلك النظره

سحبت كرسي وجلست أمامه مباشره وهي تبتسم ابتسامه ميته " ماذا بك  يا عزيز قلب ابيك وامك، أسنظل هكذا كل يوم، صوت نحيبك يؤرقني الا يكفيك بكاء يا هذا"

كان مثبت عينيه على وجهها يتأمله دون معنى عينيها شفتاها وجنتيها كل شئ كان ينظهر لها نظرات لا مغذى لها

ثم أدار بوجهه عنها
وقفت مكانها وجلست بجانبه قائله" ألن تريني بعضاً من جنونك الكاذب، انت تعلم جيداً انني أدرك حقيقتك ولكن للأسف ليس لدي دليل على ذلك "

اقتربت أكثر من وجهه ليتبين لها تلك العيون الناعسه الخضراء ذات الرموش الكثيفه كان وسيما بشكل لا يصدق، تأملت عينيه ولكن بضع لحظات
حتى شعرت باختناق تمددت على ذلك الفراش دون مقاومه كان ممسكا برقبتها بكلتا يديه كان يضغط على رقبتها دون أن يرف جفن له وكان هي مستسلمه تماما ظل يضغط على رقبتها إلى أن
دق ذلك الباب بقوه فانتفضت في مكانها وهي تتعرق من كل انش في جسدها، نظرت حولها  بأنفاس متسارعه ونظرت الي السماء لتجد ان النهار قد بزخ الي غرفتها وها هي الساعه تنبهها بأنها السادسه صباحاً

لم يكف الباب عن دقاته ولم تتوقف أفكارها عن ذلك الحلم التي يلازمها منذ عام ذلك الحلم الذي تقسم بأنه حقيقه ولكن لا تعرف كيف

نهضت من سريرها وبصوت هادئ اجابت " تفضل"

دلفت لغرفتها امراءه بيضاء ممتلئه ترتدي ملابس رسميه للمساعدين بالمنزل "صباح الخير سيده بياتريس ارجو ان لا أكون ازعجتك، أن الفطور على وشك ان يجهز والجميع سيكون بانتظارك"

بـيــآتـريــس (Béatrice) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن