13

58 11 24
                                    

في صيف 2012 في محافظة البصرة تحديداً
-ابلغ من العمر احدى عشر عاماً.. كانت حياتنا لطيفة عائلة محبة متماسكة.
لكن القدر كل له رأي اخر ليغير كل هذا، انا الان انظر الى عائلتي وهي تتفكك دون ان يعيروا اهتمام لنا ، يقررون مصيرهم لبدأ حياتهم الجديدة دون الالتفات لهؤلاء الصغيرات اللاتي يبكين بصمت وعيناهم المكللة بالدموع.
انا من انا يا ترى؟ هل سترحل بتلك البساطة؟
- امي مجرد لفظي لهذهِ الكلمة يحيط بي الدفئ من كل مكان ، لم تعني لي هذهِ الكملة بأنها صيغة لأناديها بها بل كانت حياة طريقٌ اسلكهُ إليها، حبها كان يأخذني من خوفي الى مأمني، لم اتخيل ابداً ان لا يكون لأمي وجود بيننا مرة اخرى ، ان الموت اهون علي من فراقها وفقدانها .
- من انا يا انا لماذا انتِ صامتة تكلمي؟
..عندها قلت لها أمي هل سترحيلن!! ونحن؟
مع كل كلمة كنت اتلفظ انفاساً تخترق مسمعي كما لو انها انفاسي الاخيرة كخروج الروح من الجسد قلبي الذي يعتصر الماً وخوفاً وعقلي الذي لايفكر بشيء سواها.
- بدأت اجهش بالبكاء وانا احتضنها ويدي تحاوطها لا تتركينا انا لا استطيع العيش من دونك.. لم اسمع منها غير كلمات ارتعد قلبي منها.
_ حبيبتي أن اخوتك أمانة لديكِ اعتني بهم جيداً
الى هذه اللحظة وانا اتذكر واشعر كيف للأنسان ان يموت وهو صغير وينطفئ العالم داخل عينيه الجميلة.
حينها فقدت مأمني وسكينتي وبيتي.

عند رحيلها كان عقلي يوهمني بأنها ستعود ، نعم لن تتخلى عنا ستعود انتظرت لساعات طويلة امام الباب ولم تعد.
حاولت النوم لعل كل هذا كابوس وساستيقظ منه لعلِ سأجدها هنا وهي تحاوط وجهي بيديها لتوقضني وتلتمس جبيني الذي احترق من فقدانها.. صوتها، اثارها في المنزل ، طعماها الذي لم يتناوله احد.. شعرت بالخوف وهو يزداد داخل عقلي ويتسائل عنها مراراً وتكراراً بدأت أصاب بنوبات انفاسي المضطربة وجسدي الصغير وهو يرتجف من البرد.
_من ذالك الوقت لم اعد انا فقدت روحي وبهجتي واصبح الليل مسكني والدموع رفيقتي لم يزرني النوم كلما اغمضت عيني اراها ويعاد المشهد نفسه.. كيف لطفل ان يتحمل كل هذا داخل عقله الصغير؟
استيقظ لأري وجنتاي ووسادتي المبتلات بالدموع والغصة داخل صدري لقد حرمتني الحياة والممات لم ابالي لأي شي بعدها كل ما كنت افكر به انها ستعود ستطرق هذا الباب من جديد.
"اوهام مجرد وهم فقط"
"عند رحيل امي لا ام لي بعدها"
هذا ماتركتهُ لنا..الماضي ولاشيء غيره.

زهراء الأسدي

القطعة المفقودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن