الخليل.
أرضُ كل ما هو جميل.
أرضُ الزيتوُن ، البرتقال والياسمين.
حيثُ كل غصنٍ،شجرةٍ، ووردةٍ يكتمون قصةٍ عن ناسٍ كانوُا هنَا، لكن ذهبوا دون عودةٍ، دون وداعٍ، دون حضنٍ أخير..
حينَ فتحتُ عينيّ الخضراء لأول مرةٍ لمحتُ والديِ ذو البشرة الحنطيةِ المباركةَ، فقال مبتسمَ الثغرِ :
” إغسلوهُ بماءِ الوردِ، ودع النساء تزغرد “
وحين صدحتّ حناجرهنّ بتلك الأصوات التي أفزعتني أولَ مرةٍ، لكن مع الوقتِ إعتدتهَا، بكيتُ باحثًا عن أميِ كأي رضيعٍ.
هنَا في فلسطين، أول ماتسمعهُ حينَ تولدُ هو الأذان والزغاريت، وأخرُ ما تسمعهُ كذلكَ الأذان و الزغاريد.
أميِ كانت سوداء الشعرِ، بعينيّن خضراءٌ دامعةٍ وثغرِ زهريّ متبسمٍ ضمتنيِ لها فرحةً، وقبلت جبينيِ بينما تجذبُنِي لحنوِ صدرهَا حتىٰ أستطعم منهَا اللّبن.
ثمَ ما كدتُ أغفوُ حتى صار عُمري عشريِن.
كمَا لو أننيِ وُلدت البارحةَ فقط.
’ لماذَا أراكَ في كل شيئ ‘
عن قصةٍ حُب وسط حربٍ مع معتدٍ لا يرىٰ بالحياةِ قيمة.
![](https://img.wattpad.com/cover/366451305-288-k267081.jpg)