((هل أردت شيئاً آخر؟)) يسأل النادل بصوته الجذاب، ذلك الصوت ذو النبرة المبحوحة و اللطيفة بالحد ذاتها.مينهو يجاوب بـ'لا' و يشكُره.
((كرواسون اللوز و الشايُ الأسود قادمان على الفور)) يؤكد النادل بينما يدون طلبه، و يُنهي الأمر مع ابتسامة مهذبة للرجل أمامه.
امتلك النادل شعراً شبيه بلون الخوخ، أشقر مع تورد بسيط. كم بدا ناعم، و كم قام مينهو بتخيل ملمسه بين أصابعه حين يمررها عبره، و ابتسامته التي سحرته.
حين ابتسم الفتى بعيداً عن أعين الزبائن، و ارتسمت تلك الخطوط الضئيلة حول شفاهه، يشعر مينهو بسهم اخترق صدره. هو لم يستطع الاكتفاء من ذلك المنظر.
خطواته كانت خفيفة كالغزال حين عبر بين طاولات المقهى بسيقانه الطويله، يضعُ كوب أمامه، و مينهو يشرب بتأني. المشروب قد برد بالفعل قبل أن ينهيه، كل هذه المماطلة ليؤجل رحيله قدر المستطاع.
همُّ أن يكتشف النادل غرامه المتزايد كان في عقله، في نقطة بعيدة في الخلف، متجاهل و منبوذ. لم يكن بإمكانه التركيز بشيء عدا ذلك الشعور الكهربائي الذي دار عبره كلما كان في حضوره. أرادَ جُرعة من تلك الذبذبات –التي ليس لها مُسمى او وصف– كل يوم و الآخر، ثم بإمكانه الرحيل لاستئناف حياته اليومية.
*+*
لكونه بروفيسور، الشتاء كان من أكثر المواسم المرهقة لمينهو. بداية مقرر تعليمي جديد، جداول مزدحمة، و العديد من الطلبة الجُدد الذين كان التعامل معهم معضلة.
عندما تكون كومة العمل ثقيلة هكذا، هو أحب الذهاب لمكان هادئ لانهاءها، لذا هو يزور المقهى قرابة منزله بعدة مباني، يجلب أغراضه؛ أوراقه التي تجلس متناثرة على الطاولة، كوب قهوة على لوحة القاعدة لحاسوبه، ملاحظات لمحاضرته القادمة، الخ. كان هذا المكان بقعتهُ المعتادة لوقت طويل قبل قدوم النادل الفاتن.
قد مر قرابة الشهران منذ أن رآه هنا للمرة الاولى. لم يستطع بسهولة تكوين انطباع عنه، لقد كان يعامل الزبائن جميعهم بالاسلوب الحيادي نفسه، و لم يتصرف بلطافة او ودّة أكثر من ما تطلبه عمله.
و مع كل زيارة، تؤكد له عيناه ان الفتى كان فعلا بذلك الجمال و انها لم تخدعه في المرة السابقة. بعيدا عن ملامحه الاخرى، أعينه و حاجباه كانا آسران بصورة خاصة، أعينه الداكنة المزينة بالنجوم.
حتى و إن كان ذلك مجرد انعكاس للضوء على بركة العسل التي توسطت عيناه، فالتشبيه كان ملائم.
مينهو قد لاحظ تدوينه المستمر لعادات النادل، دراسته لصفاته المميزة لا شعورياً. غالباً كان ذلك بفضل غموض النادل، هو لم يجعل الامر بسيطا للاقتراب نحوه و استخلاص معلومات ذات قيمة عنه.
أنت تقرأ
What a Pickup Line! ; Hyunho
Short Storyحيثُ هيونجين كان واقع لغريب وسيم، و ربطاتُ الشعر تجمعهم معاً في موقف لطيف. ونشوت مكتمل ٢٠ أبريل ٢٠٢٤