تائه ... / Lost ...

Chapter 5 / Chapter 6

إستيقظ هوسوك فألتفتَ إلى يساره ورأى مغيب الشمس من ثقب في اللوح و قال :
" ما كان ذلك الحلُم ... كان حقيقياً جداً لدرجة ان وجنتي تؤلمني الآن .."
خرج هوسوك من الشق حاملاً الكلب بين يديه فقال وهو ينظر إلى السماءِ الحمراء من الغروب :
" ايعقل انني نمتُ نصفَ يوم ؟"
إتجه هوسوك إلى اقرب طبيبٍ بيطري و ما إن فتحَ الباب حتى سمع صوت رنين الهاتف فرد الطبيب على عجلٍ قائلاً :
" امرك .."
اغلق الطبيب الخط فإلتفتَ إلى هوسوك وقال فاتحاً يديه :
" اهلاً بكَ أيها الصغير .. انا هو الطبيب هان .. هل يمكنك اخباري بما حصل لذلك الكلب اللطيف ؟"
إقتربَ الطبيبُ هان من هوسوك بدأ بتفحص الكلب فرد هوسوك بوجهٍ خالٍ من المشاعر :
" هاجمته مجموعةٌ من الكلاب الشرسة .. سأتركه هنا وارحل "
اخذ الطبيب الكلب وسأل :
" إذا هو ليسَ لك ؟"
هز هوسوك كتفيه و سارَ نحو باب العيادة قائلاً :
" لا .. انا لستُ مالك هذا الكلب .. وداعاً "
اعطى الطبيب هان الكلب للممرضة و إتجه نحو الباب مسرعاً فوقف امام هوسوك المستغرب وقال :
" إنتظر لحظة .. لما العجلة ؟ .. ما رأيك ان.. مهلاً "
حدق الطبيب بتمعنٍ من رأس هوسوك إلى اخمص قدميه وقال :
" ايها الصغير .. هل هربتَ من المشفى ؟ .. من اينَ اتيت ؟"
نظر له هوسوك بحدةٍ وقال :
" اعتقدُ انكَ تتخطي حدودك .. ليسَ لك شأنٌ بي يا هذا "
إبتلع الطبيب ماء جوفه بتوتر و هوسوك لم يزح عينيه عنه فقال هوسوك :
" إبتعد عن طريقي .. فأنتَ عائق "
إبتعد الطبيب هان مبتسماً بشكلٍ لم يفهمه هوسوك فخرج من العيادة ولحق به الطبيب حاملاً الكلب المضمد بعناية فائقة قائلاً :
" خذه معك فلا مكان له في العيادة .."
نظرَ هوسوك للطبيب ببرود وقال :
" لا استطيعُ دفعَ تكاليف العلاج .."
هز الطبيب كتفهُ وقال :
" لا تقلق .. فلقد أُمِرتُ بعلاجه مجاناً وما انا سوى خادمٍ مُطيع "
إزدادت ملامح هوسوك حدةً قائلاً بصوتٍ صارم :
" من هو الذي امرك ؟ تكلم يا هذا .. هل هو جيون ؟!"
نظر الطبيب خلف هوسوك فإبتسم إبتسامةً واسعةً فإنحنى قائلاً :
" انظر خلفكَ لتعرف من امرني "
لم يلتفت هوسوك بل هرب بأقصى ما يستطيع و خلال هربه إصطدم بأحدهم فسقط على الارض و سمع صوتاً يقول :
" ايها الصغير .."
تعرف هوسوك على الصوتِ مباشرةً فلقد كان صوتَ جين و على الرغم من ذلك إلا انه لم يرفع رأسه لينظر إليه بل لمح زقاقاً على يساره فقفز إليه حاملاً الكلب و يبكي بحرقةٍ فصرخ قائلاً :
" قلتُ لكم لا تبحثوا عني !!.. لماذا اتيتما إلى إلى هُنا بحق الجحيم ؟! "
إلتفتَ وراءه فرأى جين يسيرُ ببطئٍ شديد فإستغلَ ذلك وزاد من سرعته ولكنه توقفَ متفاجئاً بحائطٍ ضخمٍ يسدُ طريقه فبدأ هوسوك يضربُ الأرضَ بأقدامه المتورمه وهو يقول بسخط :
" اللعنة !.. اللعنة !! لماذا هنا تحديداً ؟!!"
" لأن ذلكَ ما خططنا له .. صحيح يونغي ؟"
" تشه .. منذُ متى وانت بهذا الذكاء يا جين ؟"
إلتفتَ هوسوك إلى مصدر الاصوات فرأى جين يتشاجر مع يونغي الغير مهتم حول ذكاءه فقال هوسوك :
" لماذا ؟"
" هاه ؟"
صدرت من جين الذي كان يسحبُ وجنة يونغي فصرخ هوسوك :
" لماذا تفعلان ذلكَ بحق الجحيم ؟! انتما لا تعرفانني حتى !! لماذا اتيتما إلى هنا ؟!"
تركَ جين وجه يونغي و ذهب إلى هوسوك قائلاً بجدية :
" اخوك نامجون .. لا يأكلُ جيداً ولا ينامُ لحماية الأطفال .. هو ينتظركَ بالفعل .. لقد قطعنا وعداً له بإعادتك إلى المنزل  الذي لم تدخله حتى .."
" جوني لا يأكلُ جيداً ؟ .. ل..لكن لماذا ؟ هو مجردُ طفل .. لا يجبُ عليه القلق من امورٍ كهذه .."
" وانت ؟ .. هل تبلغُ من العمر سبعينَ عاماً ؟ "
تقدم يونغي بعد إنهاء كلامه ووقف بجانب جين ينظر إلى هوسوك الذي طأطأ رأسه وقال :
" انا إستثناء .."
ضرب جين الحائط بقبضة يده و صرخ قائلاً :
" استثناء ؟! اللعنة اقلتَ إستثناء ؟!! انت واللعنة لا تزالُ طفلاً .. انتَ لا تزالُ في سنتك الأولى من المراهقة لماذا انت إستثناء ؟! اخبرني !!"
فرد هوسوك صارخاً بسخط :
" هناك من يهدد امني و امن إخوتي أتريدُ ان ابقى معهم و انتظر ليأتي ذلك المعتل ويقتلنا جميعا ؟! سأموتُ انا ليعيشَ الجميع بسعادة "
تقدم جين بسرعة و امسك كتفي هوسوك بعنف مما ادى إلى تراجع هوسوك إلى الوراء فسمع صراخ جين الغاضب يقول :
" كيفَ سيأتي إليكَ وانتَ في منزل رئيسي اخطر عصابةٍ في البلاد هاه ؟!!!"
" ع..عصابة ؟"
قال هوسوك موسعاً عينيه بصدمة فضرب يونغي جبينه وقال :
" كنتُ اعتقدُ دائماً انك احمق .. لكنني قد تأكدتُ الآن يا جين "
إلتفتَ هوسوك إلى يونغي وقال :
" سيد مين .. ما الذي يقوله السيد كيم ؟ .. هل انتما حقاً رئيسا عصابة ؟"
تنهد يونغي مدلكاً ما بين حاجبيه وقال :
" هذا صحيح .. نحنُ نمتلكُ هذه المنطقة بأكملها .."
" هكذا وجدتموني إذاً .."
إتكأ جين على الجدار وقال مفكراً :
" لا .. لسنا نحنُ من وجدك .. بالتفكير في الأمر .. من كانَ ذلك الفتى ؟ كان يبدو في الثامنة عشر .."
أومأ يونغي موافقاً جين قائلاً :
" هذا صحيح .. كان يبدو على معرفةٍ سابقةٍ بك و بالأطفال "
ظهرت ملامح الصدمة على وجه هوسوك وسأل بقلق :
" ماذا قالَ لكما ؟ "
فأجابه جين :
" كنت مع فرق البحث في احد الأزقة القريبة من هنا للعثور عليك فقابلت يونغي في طريقي و فجأةً توجه إلينا فتىً غريب كان يرتدي معطفاً اسود اللون و كمامةً سودا مع قبعة رأسٍ سوداء فسألتهُ عن هويته فقال انه مجرد عابر سبيل فسألته مجدداً عما يريد فقال :
( سيتوجه هوسوك اليوم عند الغروب الى العيادة البيطرية القريبة من هنا .. رجاءً خذوه معكم فهو لا يزال طفلاً ..)
و بعدما إنتهى من كلامه إستدارَ و همَّ بالذهاب لكنه ما إن خطّا خطوتين حتى عادَ إلينا وقد لاحظتُ ان قبضة يده اليمنى كانت مصابة فقال :
( آه .. و ايضاً اعتنوا بجوني وميني و تاي تاي و كوكي ... سأعود بعد تنظيف بعض القمامة )
إستدارَ بعد ذلك وكان سيذهب حقاً لكن يونغي اوقفه سائلاً اياه عن هويته الحقيقية حقاً فإلتفتَ برأسه فقط و غمز قائلاً :
( ملاكٌ حارس ؟ )
وبعدها رحل .. "
نبضَ قلبُ هوسوك بقوةٍ كبيرة و ضاقَ تنفسه فبدأ يسعل فترك الكلب الصغير وجثا على الارض ممسكاً ايسر صدره فهرع إليه يونغي مربتاً على ظهره قائلاً :
" مابك يا فتى ؟ هل تعرفه ؟ "
امسك هوسوك بدلةَ يونغي وبكى بحرقةٍ قائلاً :
" هذا .. إ..إنه اخي تشانيول ... ك..كيف ذلك ؟! ..ل..لقد طعنته امي في معدته .. لقد ماتَ امامَ عيني .."
إنتهى هوسوك من كلامه فأمسك رأسه و اطلق صرخة مدوية وكأنه يريدُ إزاحة الهم الثقيل من على قلبه الضعيف ففقد وعيه ...