الفصل الثالث

2.3K 175 5
                                    

عشق بين هشيم مشتعل
الفصل الثالث

الخذلان ؟
لا يا رفيق دربي هذه الكلمة لا تساوي ولا تعبر ولا تكفي ولا تغني .
ما يعتلي صدري لا يمكن وصفه بالكلمات ، ششش فقط استمع لهذا القلب وهو يتقلب بين الجمرات.

كان عقله غائباً عن أي ذرة ضمير ولكنه استرد القليل من وعيه عندما وجد نفسه يرفع بفعل قبضةٍ قويةٍ في الهواء ثم يلقى بقوة أرضاً حيث اصطدم جسده بجدار الحظيرة مما سبب له ألماً وذهولاً وقبل أن يستوعب هو أو جمال الذي يقيد تلك البائسة التي كانت على وشك الإغماء ، كان صالح يشهر سلاحه في وجههما ، ذاك السلاح الذي يستخدمه ليحمي أرضه وأغنامه من اللصوص وعديمي الشرف مثلهما .

لم يكن يتخيل أن يرى ذلك المشهد أمام عينه ، فقد كان يجلس فوق سطح بيته كعادته حتى لمح ما جعل الدماء تتجمد في عروقه لذا أسرع ينزل من موقعه ويحضر بندقيته ويركض متجهاً إليهما لينقض عليهما في اللحظة المناسبة .

كان يطالعها بعيونٍ نارية ، ود لو يقذفهما بجمراتٍ من عيونه تصيب كل عضوٍ بهما فتفتكه ولكنه تحدث بنبرة جحيمية تضخ غضباً حاداً :

- بعد عنيها يا كلب منك ليييه .

قالها وعينه تجول بين جمال الذي يتكئ عند رأسها وفارس الملقى بعيداً عنها نسبياً ، لم يرَها بعد ، لا يعلم هويتها بعد ، ظنها أي فتاة يتخيلها عقله وليت بعض الظنون تُصيب .

أما هي فكانت تجهش في نحيبٍ حاد ويداها تعمل على ضم ثوبها الخارجي الذي تمزق وجسدها بكل خلاياه يرتعش وينتفض ، لف نظره نحوها فجأة بسبب شهقاتها العالية وليته لم يفعل .

تجمد جسده بالكامل وانسحبت الدماء من أطرافه مروراً بعروقه ، تعود للخلفِ كأنه مشهداً سنيمائياً حتى وصلت لقلبه وكادت توقفه ، نصب نظره عليها ولم يتزحزح وصدمته كانت كجبلٍ من الجليد انهار فوقه فجأة .

ليستغل فارس حالته تلك ويبدأ في الزحف شيئاً فشيئاً حتى وصل عند الباب ونهض ينطلق هارباً بعد أن دفع الباب الذي نبه صالح ليلتفت مستعيداً وعيه المدمي ألماً وعقله المهزوم فكراً وروحه النازفة قهراً ، كاد يلحقه ولكنه تذكر هذا الأخر الذي يقابله فلف له وتحدث مشيراً بسلاحه ولكن تحولت نبرته من قوية إلى منكسرة ومنهزمة ظهرت حينما قال :

- قداااامي يا *** ، قداااامي .

تحرك الثاني يبتلع لعابه بخوف ويردف ليبرئ ذاته مما وقع فيه :

- أني ماليش صالح واصل ، هو فارس اللي هددني ، هو اللي كان رايد ينتقم من أخوها ويوسخ شرفه .

تفاقم غضبه وأومأ بوعيد ثم دس يده يخرج هاتفه من جيب قميصه وطلب رقماً ما ، أردف وعينه وسلاحه منكبان على جمال الذي يطالعه بهلع :

- هات التوكتوك وتعالى عند الزريبة دلوك .

أغلق وتحدث بتجهم وغضب وألم يعصر قلبه يجاهد ليتغلب عليه قائلاً :

عشق بين هشيم مشتعل بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن