"أنا (جيرفس ميلر) ، متمتعاً بكامل قواى العقلية ، ومستخدماً حقوق الشرعية ، أوصى بأن تحصل زوجتي السيدة (سالي بليس) على فوائد وربع ثلث تروثي وقدره ١٤ مليار دولار كندي ، بالإضافة إلى الفيلا التي أقمنا فيها منذ زواجنا ، بشرط واحد هو ألا تتزوج من بعدي ، وفي حالة زواجها يتوقف حصولها على فوائد المبلغ ، ويعود بأكمله إلى أشقائي الثلاثة : (جوناثان) و ( إدوارد) و ( ميلدا)، على أن تحصل زوجتى حينذاك على نصيبها الشرعي، وقدره ثمن الثروة ، مخصوماً منه كل المبالغ التي حصلت عليها من فوائد الثلث و.........."
التفتت عيون الأشقاء الثلاثة إلى (سالي) في حقد لا يخلو من الشماتة ، على حين تعلقت عيناها بشفتي المحامي في شرود .. لم تستمع إلى باقى الوصية ، كما لم تلتفت إلى تلك النظرات النارية الحاقدة التي تخترق جسدها كانت تعود بذاكرتها إلى ماضيها .. إلى ذلك اليوم الذي ألقت فيه نفسها في فيلا (جيرفس ميلر) .. كان ذلك التعبير هو ما يحلو لها اختياره كلما تذكرت بدايتها مع (جيرفس) .. كانت قد تخطت التاسعة عشرة ببضعة شهور ، حينما وقع عليها بصر (جيرفس) لأول مرة ... يومها كادت عيناه تقفزان من محجريهما ...
فقد كانت ( سالي ) - وما تزال - فاكهة ناضجة شهية وجهها مستدير كالقمر عيناها زرقاوان واسعتان فى لون السماء الصافية ، تظللهما رموش سوداء طويلة في حنو وإغراء، ينبت من بينهما أنف دقيق جميل ، ينتهى فوق شفتين رقيقتين في لون الفراولة الطازجة ، بل إن فواكه الأرض لتشعر بالغيرة والحسد والخجل إلى جوارهما.
شعرها الأسود الناعم ينسدل في رقة على أكتافها ، حيث يبدأ جسدها ، جسدها الرقيق الضئيل المتناسق ، الذي طالما فجر ينابيع الشعر في قلوب شباب حيها ، يوم رآها (جيرفس) لأول مرة كانت في طريق العودة إلى منزل أسرتها ، ترتدى زيها المدرسي الرمادي ، وتضم حقيقبها إلى صدرها في حنان ، وكأنها تضم حبيباً طال الشوق إليه ، أو طفلا أسال حنان القلب ببكائه.
كانت السماء تنعكس في عينيها الزرقاوين ، وكأنما تغار من صفاتهما وبريقهما ، كان ذهنها شارداً ، وقدماها تنتقلان في بطء وهدوء ، وكأنها تحاول إطالة الوقت قبل أن تصل إلى منزلها ، الذي يكتظ بإخوتها الخمسة وأبويها فهناك تبدأ رحلة المشقة حيث تعاون أمها في تنظيف المنزل ، ورعاية الصغار، ويتفجر دوماً سيل من المشاجرات والمشاحنات ، ينتهى عادة بصراخ والدها ، وبصوت كفه وهو ينهال في صفعات غاضبة على ظهر شقيقتها أو وجه شقيقها.ثم يسود المنزل جو من التوتر الحزين ، يستمر حتى يأوى الجميع إلى فراشهم ، كانت تكبر أشقاءها بسنوات عدة ، نشأت من إنجابها مع أول سنوات زواج والديها ، ثم توقفهما عن الإنجاب طويلا ، حتى استقر المقام بوالدها في فانكوفر . لهذا كان شعورها نحو أشقائها أقرب إلى شعور الأم منه إلى شعور الأخت الكبرى .
وأورثها هذا شعوراً جارفاً بالوحدة.
فأبوها بعيد عنها بمشاكل عمله، وتدبير معيشته ومعيشة
أسرته ، وأمها نائية عنها بسذاجتها وطيبتها التي لم تحرك الحياة ولم يهذبها التعليم.
أنت تقرأ
FOR YOU | من أجلك
Romans- أنِا أحبُك - و أنَا أذُوب حبًّا لَك ꒰⚘݄꒱₊__________ started on : 13/04/2024 ꒰⚘݄꒱₊__________ ended on : جميع الحقوق محفوظة لي كصاحبة أصلي للقصة يُمنع استخدامها أو تكرارها بدون إذن مسبق مني