١- ولادة الوعاء، ودموع الذهبي...

267 34 62
                                    

«يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرةً واحدة»- ويليام شكسبير

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرةً واحدة»- ويليام شكسبير.

***

لطالما كانت العقبات كالصرح الجليدي يذوب بحرارة العزيمة، بقوة الابتلاء، وبالصبر ومقدار الدموع. كالطير المهاجر يقاوم تيارات الرياح العاتية قبيل زمهرير الشتاء تلك كانت حياتنا.

ولطالما كانت الخيانة تصفعنا لترينا الواقع الاذع وآلمه، والطامة هي خيانة القريب قبل البعيد وجعها كالسهام المترامية سرمدية لا تنتهي إلى بقتل راميها، يا إما بانتقام أو صلح كاذب، فالعين بالعين، والسن بالسن والبادئ أظلم.

نعيق الغراب الذي طار لتجمد الغصن صاحبه صوت صراخ مدوٍ ونبضات اختلج فرحها الرهبة والخوف، صرخات تلك المرأة لم تتوقف والقابلة أسفل أقدامها تقوم بتوليد طفلها الذي لطالما حلمت بلقائه لعشر سنوات.

«هيا يا لونا، هيا بيري أنا أرى رأسه،ادفعي» جُمَلةٌ أخذت تكررها القابلة على مسامع لونا القطيع والألم الجسيم الذي لم تكن تتوقعه لم يضاهي اشتياقها لملاقاته بعد سنواتٍ من الانتظار.

آخر صرخاتها أدمت لها حنجرتها وأصمَّت الأذاني، أندفع الرجل غير آبهٍ لقرار منعه من الدخول وقلبه متألمٌ لألم رفيقته، لكن كل شيءٍ انهار وتهاوى مع انطلاقة بكاء الوليد والدمع من عينيهما أنفجر كقلوبهم التي ارتجفت، أهي فرحةً؟ أم خوفًا!؟.

«لونا ألفا، إنه صبي» الفرحة بزغت من عيني القابلة ومن كان هناك يساعد السرور يكاد لا يسعهم، والألفا خرَّ ساقطًا كحال عينيه الدامعة بجانب زوجته التي تناست وجعها أمام بكاء أميرها الصغير بل وغدا بلسمًا يطفئ كل أوجاعها ومرارة العمر الذي عاشته في انتظاره.

لحفته القابلة بالملاءة الصوفية تمده لوالداه المتشفقان لرؤيته، ألتقفته بيري بين أحضانها وبنات عينيها في انهمار متزايد عندما أمسكت يده الصغيرة في تلهف «أنظر ديلان أنه صغير» قهقهة وهي ترى معالم زوجها المحمرة كحال أعينه الزجاجية.

أخذ يراقب الطفل ويمسك يديه بحذر كقطعةٍ نفيسة لا يوجد منها اثنان في العالم، وهو بالطبع كذلك.

آدم: الأزرق. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن