٢- أبيض مدنس، وجمجمتان

180 26 62
                                    

«من لا يجد في نفسه الشجاعة الكافية للمخاطرة لن يحقق شيئًا في حياته

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«من لا يجد في نفسه الشجاعة الكافية للمخاطرة لن يحقق شيئًا في حياته.»- محمد علي.

***

ندفات الثلج تضرب زمهرير الزجاج، وتراقصها البطيئ أمام ناظريه أبهجه راسمًا على ثغره الزهري ابتسامةً عذبةً تفتن من تبصر اليها بلطفها.

«واحد...» سبابته تتبع أحداها. تتمايل فتميل أصبعه معها.

«إثنان...» أخذ يعد الأخرى التي تبعت سابقتها «ثلاثة.» وبات قلبه يتراقص سلوانًا وغبطةً لإنجازه العظيم!

إنه يتذكرها... يتذكر الأعداد التي علمها له حكيم القطيع قبل أسبوع، وسرعان ما أراد أن يعد الأخرى لكن اقترف خطأً بغير قصدٍ عندما لامس زجاج النافذة التي أضحت مملكةً من الصقيع لشدة برودتها.

ابتعد فورًا فلطالمًا حذره والداه من النوافذ في فصل الشتاء وبالأخص مع قطيعٍ مثلجٍ كقطيعهم، وذكرى لأحد أقربائه عندما بُتِرت يديه بسبب لمسه لزجاج النافذة بعد موسمٍ ثلجي قارص؛ فلقد أصيب بقضمة الصقيع وشفائه منها كان مستحيلاً.

«بارد» نفخ انفاسه الدافئة من فمه على يديه المتجمدة رغم ارتدائه للقفازات، طالع بزرقاوتيه نحو الحوائط المتصدعة ومهابته تجاه الظلام في تزايد لكنها تبددت في لحظة عندما زارت ذكرى تلك المرأة الغريبة ذهنه ممسكًا بجبينه حيث طبعت قبلتها هناك قبل الرحيل.

وسرعان ما اكفهرت ملامحه نافخًا وجنتيها بغيضٍ متذكرًا كلمةً واحدةً من بين كل ما حدثته به «ازرق؟» سأل ذاته مقطبًا حاجبيه محاولًا تفسير كلامها ذاك لكن كل شيءٍ كان مبهمًا لصغير السن مثله، تمتم مكملًا طريقه حيث مخبأة في العلية «لكني أكره الأزرق، أحب الأبيض».

«ها قد وجدتك آدم الصغير! ».

التف نحو المنادي بخوفٍ عالمًا بأنه يحرم عليه دخول هذه العلية التي اتشحها الغبار عنوة.

تعثر في خطواته اثناء قدوم مربيته وحاول الاختباء لكن لا مفر فلقد قبضته بالجرم المشهود.

آدم: الأزرق. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن