٣- اهلًا، إلى اللقاء، وداعًا...

148 17 67
                                    

"يا ويح أهلي أبلى بين أعينهم على الفراش ولا يدرون ما دائي!"- المتنبي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"يا ويح أهلي أبلى بين أعينهم على الفراش ولا يدرون ما دائي!"- المتنبي.
***

الزهرة في ملاذها تقطف وتسلب منها النعائم وتموت.

والضرير من امتلك ذات يومٍ عافيته ونقم مابين يديه من بركاتٍ صار دمع الحسرات رفيق يومه الملازم.

ومن تبختر بجاهه وتكبر على وهن الخلق، نهبت منه فضائل الخير فأضحى الندم بويلاته ينتش قلبه بقسوة.

وآدم من أمتلك العالم بوجود والديه ومربيته سطت القلوب المجحفة على عالمه وسلبوه كل ما احب.

زمهرير الثلج يضرب جسده الضئيل، يرجف ليس لقروصة الجو وكآبته وإنما خوفًا ورهبة مما رآه؛ مصلبٌ في منتصف السهل الواسع وأجراس منتصف الليل دقت، والجميع آمنين سالمين مستقرين في منازلهم؛ ابٌ وأم وأطفال وآدم وحيدًا في ظلمة الليل.

زاغ عقله ورجيف قلبه يُسمع وصولًا إلى الحدود وخارجها، منظر الدماء القانية ورأس والديه المفصولة عن جسديهما الآن بجانبه لا تغادر ذهنه.

يبكي وما عساه فاعل فإن دموعه هي أنيسته في لحظةٍ كهذه. طِفلٌ كان يرتجي أبتسامةً من الحكيم الذي علمه صباحًا وفي المساء أغدى الحكيم أسوء كابوسٍ له.

ونينه عكر صفو سلامهم، والحراس يتحاشون النظر للرأسين المعلقة بجانب جسده، وجميع من اعترض على فعلة شقيق ديلان وصارَ الألفا الجديد للقطيع تم قتله ورجم جسده للكلاب الضارية خارج القطيع.

وفقد آدم آخر اواصر أمله بموتهم...

في غرفة اعتادوا من ربض السوء فوق قلوبهم ومحى آخر ذرات العطف بهم مجتمعين حول الطاولة، الالفا كلارك وشيوخ القطيع وقلقٌ عارمٌ يلتبسهم خائفون مما هو قادم.

تقدم أكبرهم سنًا في الحديث يطلعهم عن امورٍ لم يعرفها احدٌ غيرهم عن الأصيلين: «كان القضاء على ديلان معجزة بحد ذاتها وقتل ذئبه بداية لهي فكرة عظيمة طرحها الحكيم ونجحت!...» توجهت الأعين الفخورة إلى الحكيم الطاعن في السن واسترسل الشيخ: «الآن المعضلة الكبرى هي طفله الملعون وكما نعلم من الكتب التي خلفها لنا اجدادنا المؤرخون بأنه فور موته سيعود من الموت حيًا يرزق لكن بهيئة مظلمة وسيدمر القطيع لا محاله».

آدم: الأزرق. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن