Part 07 : بقعة على الخارطة

113 17 14
                                    

" لديكن عشر دقائق لانهاء حمامكن ، استعجلن والا أعدناكم الى زنازنكم القذرة "

من قال هذا كانت شرطية بملامح قاسية ،ومن وقفتها المسترجلة وتعابيرها المتكبرة والعصا التي تلقيها على كتفها تدرك انها عينة اخرى من اشكال السلطة المتجبرة . كانت امرأة في الأربيعينات بسمار شديد وشعر مبعثر ، على جانبها يقف شرطي يمضع اللبان بمياعة بينما يراقب الأجساد العارية أمامه بنظرات لعوبة وفم سائل

كانوا في حمام السجن ...

السجن أمر لم تفهمه هي يوما ، لم تؤمن به حتى ..كانت تتسائل دوما مالذي يخوّل انسانا ليحكم على انسان أخر ..ما الذي يسمح لانسان باضطهاد آخر ...

من قال ان القاضي الذي أصدر الحكم يوما كان عادلا ..ما الذي يضمن أن المحامي كان صادقا ..كيف امكن ان نضع مصير انسانا في يد انسان أخر ..اي دساتير تلك التي نصت ان من وقف بعبائة سوداء في قلب محكمة كان أشرف من من وقف خلف القضبان ...

ما رأته خلف قضبان السجن من أصحاب العدالة أكد لها أمرا واحدا ...ان العدالة للاله وحده لا غير ، وأن الانسان حيوان ببذلة ، فقط أطفأ عليه الأضواء وسينهش لحمك ...كلهم تستروا خلف القوانين ليسمحوا لشياطينهم باللعب بحرية ..

أبسط طريقة لخرق القوانين ..هي فعلها باسم القانون نفسه ..

وهي من بين الجميع كانت تجلس بمنشفة رثة حول جسدها على أرضية السجن بينما تتكا بيد واحدة على ركبتها وعينيها السوادوتين الباردتين كانتا على الرجل القذر أمامها تراه يتفحص أجساد النسوة بينما يلعق شقتيه ..نسوة اعتادوا على التعري قسرا ..لأن رئيسة السجن قالت انه القانون ..

بينما هي وجميع من في هذا السجن يعلمون انها تفعل ذلك لارضاء غرائز حيوانية محضة ..الذكر أمامها كان واحدا من مئات الذين يتسللون من سجن الرجال المجاور لينهشن جسد احدى النسوة الموجودات هنا ..وبينما بدت بعضهن متوترات كانت الأغلبية منهن يلقين عليه بنظرات ماكرة يغرينه بحركات انثوية مثيرة للشفقة ..ربما يحصلن على طعام جيد او يستطعن رؤية الخارج قليلا او لربما يطلبن ان يجرين اتصال ما ..

وبينما هي كرهت القانون والسلطة ، اشمئزت من اشكال رخيصة كهاته ..هي لن تبيع نفسها مقابل اتصال سخيف لسماع صوت أحدهم ...نينا قالت لها في أحد الأيام انها لن تفهم مدى حاجتهن لأنها لا تمتلك عائلة ...وربما هي محقة ..

وقبل ان تستغرق مزيدا من الوقت ، استقامت فجأة ترمي ابريق من الماء تجعل الأمر يبدو غير مقصودا ..وما أرادته حصلت عليه مباشرة ترى الرجل يتحرك مكانه فجاة يعاين جسدها ووجهها مرتين قبل أن يلتفت الى السجانة بجانبه يسألها شيئا ما بتقضيبة من حاجبيه ، وبعد أن أجابته رأت كيف ارتسم الخبث على وجهه ثم سرعان ما التفت يبتسم اليها بقذارة ..

جُنونٌ مُخْمَلي Velvet Madnessحيث تعيش القصص. اكتشف الآن