جُنونٌ مُخْمَلي Velvet Madness

Part 08 : والدة بالإختيار

***

ليس كل من وَلدت أصبحت أما،لكن من أرادت أصبحت

***

فتحت أليخاندرا عينيها قليلا بفعل أشعة الشمس التي لامست وجهها ، لقد كانت في غرفة النوم الخاص بالزورق .

استقامت تجلس على السرير بهدوء تعاين الغرفة البيضاء الصغيرة ، غرفة صغيرة فيها سرير لشخصين وخزانة مرتبة ببابين مثبتة بالحائط كي لا تقع بفعل أمواج البحر القوية ...

كانت لا تزال بملابسها السوداء عدا ان معطفعا الأسود كان على السرير بشكل مرتب وحذاءها على جانب السرير الآخر ، لكنها ببساطة ارتفعت من سريرها تتجه الى الحمام تغسل وجهها بسرعة ثم صعدت عبر الدرجات الثلاث الى متن اليخت ..

السماء كانت زرقاء صافية ، ونسيم عليل داعب خصلاتها السوداء المبعثرة ، الجو كان منعشا ، وامواج البحر التي كانت تتلاطم بنعومة اضفت لمسة موسيقية لطيفة على الجو...تقدمت أليخاندرا بهدوء الى الأمام تخلع سترتها القطنية لتبقى بواحدة أخرى دون أكمام ثم اتخدت الطريق المؤدي الى الجانب الخلفي لليخت اين جلست هي وسانتياغو البارحة ..

اقتربت بخطوات هادئة تحسبا ، ثم سرعان ما لمحته يجلس على الجانب المفتوح من السياج اين تتدلى قدميه الى الاسفل..

كان جالسا بهدوء يرتدي قميصا صيفيا ابيضا بنصف كم ، أزراره مفتوحة وسروال قصيرا من الجينز ...بيديه يحمل صنارة سمك وعلى جانبه علبة معدنيةصغيرة على ما يبدو يحتفظ فيها بالطعم ..توقفت أليخاندرا لثانية تراقب كيف انعكستأشعة الشمس على بشرته السمراء تجعلها تلمع بشكل ملفت وكيف تطايرت خصلات شعرهالقصير بفعل النسمات . ..

كان خلابا ، لم يكن جذابا فقط ولا صاحب ملامح قاسية ، بل كان جميلا بشكل بسيط ومريح بحيث يمكنك تأمله دون تعب لساعات ، لكن ما تفكر به هي هو مدى الاختلاف بين سانتياغو منذ عشرين عاما وبين سانتياغو اليوم ..

وقت الحادثة كان في السابعة عشر من عمره ...سانتياغو كان الابن المثالي في عائلة الجريمة ..

اتعرف ابن خالتك ذاك الذي لا تنفك والدتك تحثك لتصبح مثله ؟ ذلك هو سانتياغو ..

الفتى بأعلى معدل تجميعي في الثانوية ..

سانتياغو الملتزم بقداس الأحد ..

سانتياغو الذي لا يأكل قبل اداء الصلاة ...

سانتياغو ..

سانتياغو ...

كان الابن المثالي لعائلة غير مثالية ، وفي عوائل المافيا الفتى الذي يخرج ملتزما لا يكون رائعا بل كارثة ، صحيح ان أكسيل كان فتى مرح ، صديق لطيف وصبي بهوايات مختلفة لكنه وبالتأكيد لم يكن سانتياغو ..أكسل كان الفتى الذي يملك القابلية الأعلى لعالم الجريمة ، مهما بدا لطيفا الى ان عينيه حملتا دائما نوعا من الشر المتوارث ..