𝟏

26 2 2
                                    


𝟐𝟑:𝟓𝟎

في الصباح يا أمي أنا سأرحل، سأذهب إلى مدينة لا اعرف بها احدا و لا احد يعرفني.. عالم غامض ، لا اعلم هل سأكون بخير أم لا.. فقط كل ما اعلمه أنني أعاني هنا، اهرب من الماضٍ يلاحقني و لا أستطيع الفرار منه..يمزقني، ينهش روحي.. كل صباح هو حرب بالنسبة لي، كل صباح أعاني لاستطيع الخروج من الفراش و مواجهة العالم بكل ذلك الثقل الذي بداخلي.

كم أتمنى لو بإمكاني اخبارك كل شيء و لكنني لا أستطيع.. كل ما يجب ان تعرفيه أنني اتألم، ولن أكون بخير أبدا هنا..
يجب أن تتركيني لأجد نفسي.
                         
ابنتك العنيدة المتألمة
  إيلين

𝐈𝐥𝐢𝐧

𝟓:𝟎𝟎 صباحاً

اجلس في المطار أحتسي قهوتي، احبها ان تكون ذات طابع فرنسي.. ليست ساخنة ولا بأس ان كانت باردة فأنا لن اتركها ابداً بكل الأحوال.. اتأمل ملامح المسافرين، منهم من هو متحمس، منهم من هو حزين و هناك من هو بلا مشاعر اعتقد، لا أستطيع ان أتبين من ملامحه شيئا..

ما زال هناك وقت لطائرتي و ها أنا بلا احد لأودعه..

لا اعلم هل أنا متحمسة أم حزينة  على ما سأتركه ورائي، أم أنني بلا مشاعر و ربما احدهم يشرب قهوته الآن و يتأملني و لا يعلم ايضاً، لا اعلم و لكن حقا هذه القهوة رديئة جدا أو ربما كل شيء في هذا البلد يتسم بالسوء أو أنني فقط أصبحت لا احب شيئا هنا.. لا اعلم.

   ...    

انتظر أمي لتستيقظ و تصلي الفجر و تدخل كعادتها لغرفتي لتطمئن أنني بخير تغطيني جيدا، انتظرها أن تذهب ولا تجدني و تهاتفني فزعة لتسألني أين أنا و ان كنت بخير أم لا، لا تعلم أنني أنني لطالما كنت في غرفتي و عندما كانت تظن هي أنني بخير كنت ابكي و ادعى أنني نائمة حتى لا أحزنها، فقط لو تعلم أنني لم اكن بخير لوقت طويل.. انتظر لتغضب مني لأني لم اخبرها بموعد سفري.. انتظر.

...

𝟗:𝟎𝟎 صباحاً

على جميع الركاب المسافرين على رحلة رقم (...) التوجه إلى البوابة رقم (...) و الاستعداد للركوب على متن الطائرة.

ارتعش جسدي للحظة، هذه رحلتي.. أأنا حقا راحلة ؟ ، هل سأذهب الآن؟.. فقط خمس دقائق أخرى.. هل يمكن أن أهاتف أمي و ابكي و أقول "أنا خائفة؟".. وجدتها تتصل أدعي الثبات و هي تقول :"أنا أحبك و أثق بك.. لا باس، كل شيء سيكون بخير.. ابقي سالمة صغيرتي".

𝐖𝐡𝐚𝐭 𝐰𝐞 𝐝𝐨𝐧'𝐭 𝐝𝐢𝐬𝐜𝐫𝐞𝐬     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن