𝐖𝐡𝐚𝐭 𝐰𝐞 𝐝𝐨𝐧'𝐭 𝐝𝐢𝐬𝐜𝐫𝐞𝐬

𝟐

𝟏𝟑:𝟎𝟎
وصلت، سأنزل من الطائرة الآن، كل الناس تبدأ بالنزول من الطائرة إلا أنا جالسة، لا اعلم هل انا خائفة أم متمسكة بالكرسي الخاص بي في الطائرة لأن آخر شيء يتعلق بوطني هو شركة الطيران تلك، ترى لو بكيت و أخبرتهم ان يأخذوني لأمي سيسخرون مني؟.. لا اعلم ولكني خائفة.

لا بأس أيلين، انت قوية، قوية جدا.. فقط هيّا تحركي.

الآن أنا في مطار هيثرو، يبدو رائعا، عظيما جدا في الواقع.. حولي العديد من الناس المختلفين تماما عني، لا لغتهم لغتي ولا عاداتهم عادتي، ولكني سأتكيف معهم وسيتكيفون معي.. نحن مجبرون.

الآن أرى شابا لون شعره بني فاتح و اعتقد عيناه هما مفهوم آخر البحر، حاملا لافتة عليّها اسمي.. هذا انا ولكن هو بالتأكيد ليس "سام".. وقفت أمامه أتأمله مثل البلهاء تارة و اتأمل اللافتة التي بيديه تارة.. وجدته يبتسم و يقول لي بالهجة بريطانية:" لقد جعلتني سام ارى صورتك حتى أتعرف عليك حين أراك، ولكن انتي أجمل بمراحل في الحقيقه".

ابتسمت و أخبرته أني سعيدة بمعرفته و سالته عن سام و قال لي طرأ لها عمل عاجل، و انه صديقها و استغرب إني لم اساله عن اسمه و أخبرته أني عادة أنسى أن اسأل عن اسمهم فقال:" أسمّي جيمين".

وعندما وجدني استغربت، حدثني باللهجة التايلاندية، و اخبرني انه تايلاندي و لكنه يعيش هنا منذ سنوات عديدة، و تعرف على سام في كوريا حين كان يقوم بسياحة.

فرحت كثيرا لان هذه المرة ألأولى التي أقابل فيها شخصا تايلاندياً، واستغرب أني لم أسافر أبدا و أتكلم الإنجليزية بطلاقة هكذا، فابتسم وقال لي بلهجته التايلاندية:"الحمد الله على سلامتك"

اخبرني انه سيوصلني للبيت، تحدثنا كثيرا، وعندما كنا نصمت كنت اتأمل كل شيء هنا؛ الناس، المباني، ملامح الناس، ضحكتهم.. كل شيء هنا مختلف حقا كاننا في حقبة زمنية مختلفة واخذني إلى البيت الذي استأجرته لي سام.

كان بيتا كبيرا بحديقة امامية رائعة بها كل أنواع الورود التي احبها، في الواقع ان سام عملها هو بيع البيوت، ولكنّها حقا جيدة، تجعلك تشعر بالسعادة وأنت تدفع الكثير من المال من أجل تفاصيل بسيطة مبهجة..

صرخت وأنا اتأمل الورد و جيمين و يتأملني بصمت، جعلني اشعر أنني حمقاء ولكني لا اهتمّ، حقا كنت سعيدة.

البيت كان مثل البيوت التي كنت أراها في الأفلام دائما، كنت أريد ان أصور كل شبر فيه و اجعل أمي تراه..