بقربكِ

33 2 0
                                    

" حبركِ العشوائي على قصاصة ورقك جعل قلبي يتخبط ؛ من المسؤل عن هذا ؟ "

تندو ليلى من البيت الذي تسكن به الآن بينما تتحدث مع اختها عبر الهاتف ، تضحك كثيرا بينما تعبر لها رازان عن مدى اشتياقها لها.
  - آن لم تكن تمزح عندما نعتتنا بالمبالغات اذا .
  - عفوا !!
  - عزيزتي بيتنا يبعد شارع فقط عن شقة آن ، لمَ لا تقضين المزيد من وقتك معنا ؟
  - تعرفين يا ليلى أمنا ، لا يمكنني تركها وحيدة.
  - أجل معكِ حق ، إذا على الأقل تعالي لتناول العشاء معنا ، تقطف ليلى وردة وتشمها من ثم تبتسم وتكمل: سوف أعد شيئا تحبينه ، ما رأيك ؟
  - لا اعرف حقا ، عندي الكثير لأدرسه
تدخل ليلى من البوابة وتهرول على السلم وتجلس على الدرج أمام باب الشقة لترد بنفس متقطع : هيا يا حبيبتي لن أأخرك ، فقط تناولي الطعام معنا واذهبي لا أطباق لتغسليها .
  - حقا لمَ تصعدين السلالم بهذه الطريقة ؟
  - لا أدري ، سأنتظرك حسنا ؟
  - أجل بالطبع لا يمكنني ردك .
  - جيد ، احضري شيئا حلوا لآن ، سأعطيك ثمنه لاحقا.
  - يمكنني تحمل ثمن زهيد لهدية تلك الحمقاء ، ولكن يا ليلى أمي لمَ لا تأتين لزيارتها أبدا ؟ إنها تشتاق إليكِ !
  اطلقت ليلى ضحكة قصيرة قبل أن تستوعب وترد : احقا يا رازان ماتقولين !!
  - اعطيها فرصة يا ليلى ، من أجلي.
  - سأحاول افراغ بعضا من وقتي وازورها ، جيد ؟
همهمت رازان برضى ، لتكمل ليلى : اذا سأنتظرك لا تتأخري .
  - بالطبع يا عزيزتي.
  - اذا الى اللقاء الآن.
  اغلقت ليلى الخط ، ومن ثم ضغطت على عينيها بالسبابة والابهام ، تشعر ببراكين داخل عقلها تنفجر ، " ولكن هذا هو ما عليه الأمر " تقول في نفسها

تستقيم وتفتح باب الشقة ، تدخل وتنادي آن لتأتي وتستقبلها بأزرع مفتوحة فترتمي ليلى بجسدها عليها ، رأسها يثقل على كتف آن ويديها بجانبها لم تتحرك ، تربت آن على ظهرها بيد واليد الاخرى تمررها عبر خصلات شعرها القصير .
  - ماذا بكِ ؟
  لم ترد ليلى واكتفت بأن حركت رأسها الملقى على كتف آن نفيا
  - أَكلُ هذا لأنك اشتقتِ إلي ؟!
  - لا . ردت ليلى وهي ترفع رأسها وتتجه ناحية المطبخ
  - لا !!
  - اقصد أجل بالطبع إشتقت إليكِ يا عزيزتي ، فقط ليس هذا ما يثقل كاهلي .
 
  رفعت ليلى الكأس الموضوع به الورود وقصت الأطراف التالفة من ثم قبّلت الورود واضافت إليهم الوردة الجديدة وأرجعتهم مرة أخرى.
  - إذا ماذا هناك ؟
  - لاحقًا .
  - أخبريني عن يومك.
  - كنتِ تتصلين بي كل نصف ساعة يا آن !!
  قالت ليلى وهي تضحك ، تغسل يديها وتخرج الخضار الذي اشترته في طريق عودتها استعدادا لتقطعيه ، وقفزت آن على رخام المطبخ لتجلس بجوارها تشاهدها
  - إذا كنتِ تراقبين الوقت ؟؟
  رمقتها ليلى بنظرة جانبية وقالت : لا بل كنتِ تعطليني عن عملي ليس إلا .
  - على كلٍ ، أتعلمين أني شاهدت فيلمين اليوم في نفس الوقت على قناتين مختلفتين ، كنت اشاهد عشر دقائق من هنا وعشرة من هناك ، ضاعت مني الحبكة في النهاية ولم أفهم شيئا من إياهم.
  - حقا الفراغ قاتل.
  - امم ، إذا ؟
  - إذا ؟
  - قتلتي قتيل في النصف ساعة التى لم اتفقدك فيها ؟
  ضحكت ليلى وبعثرت شعرها ومن ثم توجهت إلى الثلاجة وأخرجت خيارة وغسلتها جيدا ، قطعت الأطراف وقدمتها لآن وقالت : رازان .
  - ماذا بها ؟
  - تحدثت معها عبر الهاتف ، أخبرتني أن أمي تشتاق إلي وتسأل عني ، اشياءا من هذا القبيل .
  - مستحيل أن الغولة سألت عليكِ ، ماذا أخبرتها ؟
  - ماذا أقول ، فقط تماشيت مع الأمر.
  - لمَ تفعل هذا ؟ كيف لها أن تكون بهذه السذاجة ؟؟
  - هي ليست بساذجة ، الأمر وما فيه أنها كانت صغيرة عندما كانت الأمور سيئة للغاية ، وأيضا من الصعب على الإنسان أن يتقبل الازدواجية ، كيف لها أن تفهم أن امها التي تحسن إليها دائما تسيء الى اختها !
  داخل عقلها الأمور غير مقبولة وعليها دائما ان تحاول الصلح بيننا ، وبالصلح عليها أن تبدأ بأختها المعطوبة .
تشتت نظرات آن بين ليلى والخيارة التى بيدها فقالت ليلى : يمكنك قطمها يا عزيزتي.
ضحكت ٱن وقالت : شعرت أن الأمر غير مقبول .
  هزت رأسها ليلى بقلة حيلة وهي تقول : بالمناسبة رازان قادمة لتناول العشاء معنا .
  - ما رأيك أن اتحدث معها ، بهذا الشأن ...
  - شكرا لكِ آن ، سأتحدث انا معها ، ليس في الوقت الحالي ، ولكني يجب أن افعل .
  - حسنا ، اعطلكِ عن عملك تقولين ؟ تعلمين أني اترك استكشاف العالم والسفر لشتى البقاع فقط من أجل الاستقرار بجانبك!
  - أجل أعلم يا عزيزتي ، حقا يا لي من جاحدة ! ما رأيكِ أن اعوضك ببعض القبلات في شتى البقاع أيضا ؟؟
  - أجل عوضيني.
  ما أن اقتربت ليلى من آن حتى أحمر وجهها وقفزت الأخيرة هروبا من المطبخ متحججة بأنها ربما سمعت جرس الباب يرن .

إجتماع ثلاثتهم على العشاء لم يخلو من محارشات آن ورازان والذي من وراءها تعاني ليلى كثيرا في اسكاتهم ، وبعد ذهاب رازان جلست ليلى تشاهد التلفاز قليلا قبل أن تنام ، اتت اليها آن تبتسم من ثم جلست على نفس الكرسي الذي تجلس به ليلى .
  - لمَ الحشّرة ، هناك العديد من الكراسي .
  - هكذا أحب أن أجلس أنا.
  - حسنا .
  - ستنامين بجانبي الليلة .
  - ماذا !! ولمَ هذا ؟
  - لأنني قررت هذا.
  - ارفض ، لا أحب أن ينام بجانبي أحد.
  - تعلمين اشتاق إلى جدتي كثيرا هذه الأيام .
  - آن عزيزتي أخبريني ماذا بكِ .
اشاحت آن بوجهها دون رد
  - عاد الأرق مرة اخرى ؟
  - أجل.
  - كم لكِ من ليلة ؟
  - العديد.
  - اذا تعالي سننام سويا الليلة.
  ابتسمت آن بخجل وشكرتها .

على سرير آن استلقت ليلى على ظهرها ووضعت آن رأسها على صدر ليلى التي توقتها بيدٍ ، والاخرى تركتها بجانبها محاولة الاسترخاء ، ولكن قطعت آن هذا الاسترخاء بقولها : أخبريني عن يومك
  - مرة اخرى !! فقط عمل يا عزيزتي لا شئ جديد .
  - اتيتي مبكرا اليوم .
  - أجل تخطيت فترة الغداء وعملت بها.
  - لمَ ؟
  - فقط هكذا.
  - كم كتاب دققتي اليوم ؟
  - ألا تريدين النوم ؟
  - أريد ، لربما يكون أحد الكتب التي دققتيها اليوم هو حكاية ما قبل النوم !
  - ثلاث كتب ، وستكرهين تصنيف ثلاثتهم .
  - ما تصنيفهم ؟
  - الأول كنت اكمله فقط ، كتاب تاريخ ، الثاني قواعد لغة والثالث خيالي .
  - خيالي ! ولمَ سأكرهه ؟
  - خيالي أي يتكلم عن حقوق الإنسان.
  اطلقت آن ضحكة قصيرة واردفت : أجل بالطبع سأكره كتاب مثل هذا ، شكرا لكِ ليلى ، اتعبك معي كثيرا أنا اعلم .
لم ترد ، كانت قد غطت في النوم بالفعل ، رفعت آن رأسها تأملتها قليلا وقالت بهمس " أبهذه السرعة تنامين وانتِ تكرهين أن ينام بجانبك أحد! "
ارجعت رأسها على صدرها مرة اخرى ونظمت انفاسها لتحاكي أنفاس ليلى وتنعس هي الاخرى .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شراع ممزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن