أُمْسِية مُتَفَاوِتَةُ الْإِيقَاع

272 25 210
                                    










ظَهر التعجُب جليًا على ملامح ساتومي حين وجدت 'أماجيرو آنزو' بانتظارها في الساحة الخلفية للمدرسة قُبيل الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم التالي وقبل بزوغ الضوء، فلا تزالُ السماء مُعتمة في ذلك النهار الخريفي.

وقفت مُحتمية بالجُزء المُمتد عن المبنى من الرياح الصباحيّة الجافة، وقد بدا شعرها البُرتقالي القصيرُ منفوشًا وهِندامها أقَل ترتيبًا عما كان عليه بالأمس.

-أُقدرُ مجيئكِ باكرًا.

حملتْ كلماتُها شيئًا من الاطراء وهي تُشيرُ لها بالمشي بمحاذاتها، رأت كيف أخذت آنزو تفركُ يديها معًا، وقد بدت في مزاجٍ مُتعكر انعكس في نبرتها:

-كنتُ على وَشك التخلف عن الحضور، ولكن أردتُ معرفة ماهية الجزاء التأديبي.

أبقت ساتومي على تعبيرٍ محايد ثم توقفت عن السير حين وصلتا إلى حافة بركة السباحة، التفتت ناحية من كانت برفقتها وعاتبتها قائلة:

-لِمَ كذبتِ بالأمس؟

-عفوًا؟

-لِم كذبتِ حين اتهمكِ إيزانا-كُن بالتسبب في تلويث بركة السباحة ومن الواضح بأن لا علاقة لكِ بالأمر؟

ظهرت تقطيبةٌ بين حاجِبي آنزو ورّدت بإصرار:

-ما الذي يجعلكِ تظُنين بأنني لستُ الفاعلة؟

تنهدت ساتومي وحولت بصرها للبركة الفارغة من المياه أمامهما:

-ستُدركين بأن ذلك مُستبعدٌ بالنسبة لطالبة جديدة فور نزولك لقاع البركة ومُباشرة العمل على تنظيف ما كُتب على الأرضية والجدران. تركتُ كُل ما ستحتاجين إليه بالأسفل.

غطت آنزو ثغرها حين باغتها تثاؤبٌ طويل، وفكرت بازدراء بأن هذهِ أكثرُ العقوبات المتوقعة التي لم تأتِ كما تمنتْ، ثم نزلت بحذرٍ الدرجات الجانبية لحائط المسبح، وعند بلوغها القاع ألقت نظرةً متفحصة، ولم تستطع أن تكتم شهقةً أفلتت عنها.

من حولها وأسفل قدميها تُركت لطخاتٌ حمراء متعرجة لكلمات خُطت فوق الجدران وعلى الأرضية.

عباراتٌ قاسية ووعيدٌ صريح، والكثيرُ من الكلمات النابية الموجهة للجنة الانضباط ولجميع منتسبيها.

ولكن عبارة مُعينة تكررت على نحوٍ مُلِح يصدحُ بالبغض.

'الموتُ لـكوروكاوا إيزانا'

-هل اقتنعتِ الآن؟

رفعت آنزو عينيها لتُحدق بمن اتخذت حافة البركة مكانًا للجلوس. كانت تضع مرفقها فوق رُكبتها وتريح وجنتها إلى كف يدها، وتميل للأسفل لمراقبتها.

خَلفَ غُيومِ الشِّتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن