قمر وَحُقولٌ من فِضَّة

283 18 264
                                    









تَسللت أشِعةُ الشمسِ من خِلال النوافِذ العُلوية في حُزمٍ سطعت مُنعكسةً فوق الأرضية الخشبيةِ المصقولة،تطفو عبرها ذراتٌ لامعةٌ،ساد المكانَ هدوءٌ فريد إلا من ضرباتٍ تَشقُ الهواء كُلما لوحَّت بسيف الخيزران بكلتا يديها في وقعٍ مُتكرر مُنتظم.

وقفت ساتومي في منتصف غُرفة نادي الكِيندو مُرتدية سِروالًا تقليديًا فضفاضًا وسُترة التدريب القطنية، تُسرحُ شعرها بهيئة ذيل حِصانٍ مُرتفع، يُسمع صوتُ زفيرها كُلما رفعت ذراعيها عاليًا قبل أن تهوي بسيفها للأمام ثُم تُعيد الكرّة بقوةٍ أكبر. لم يكن برفقتها أيٌ من فتيات نادي الكيندو وقد استأثرت بالقاعة لنفسها في ذلك الصباح الباكر.

عندما أشارت الساعةُ التي تتوسطُ الجدار للسابعة والنصف أنزلت سيفَها مُعلنة انتهاءها من التدريب، سحبت شهيقًا عميقًا وأتبعتهُ بزفيرٍ مُتأنٍ في محاولة لتهدئة أنفاسها المُتسارعة، ولا تزالُ ضرباتُ قلبها تبضُ بصخبٍ خلف أذنيها، خُيل إليها سماعُ خطواتٍ قادمة من جهة الصالة الرياضية وما لبث أن أطَّل شخصٌ من خلال الباب الخشبي المُنزلق وأسند إحدى ذراعيه إلى دعامة البناء.

-علمتُ بأنني سأجدكِ هنا.

هتفت بصوتٍ لاهثٍ بعد جُهد التدريب:

-كاكوتشو..!

ابتسم لتحيتها، ثم أمال جذعهُ للأسفل مادًا ذراعهُ الأخرى  ليخلع حِذاءه،وارتقى مبنى غُرفة النادي الصغيرة المُلحقة بالصالة الرياضية والتي يتشاركُ فيها أكثرُ من نادٍ للفنون القتالية التقليدية.

أعادت السَيف الخَشبي لسلةٍ تُحفظ بها أدواتُ التدريب والتقطت قارورة ماءٍ قبل أن تسير إلى حيثُ إختار زميلها في اللجنة أن يجلس، وأنزلت نفسها بقُربة مُستندة إلى الجدار.

سألتهُ بعد رشفةٍ طويلة ارتوت بها:

-أكُنتَ تبحثُ عني؟

-أجل، وحين لم أعثر عليكِ في غرفة اللجنة ولا في صفك تساءلتُ إن كُنتِ قد عُدتِ أخيرًا إلى هنا.

أدارت رأسها لتنظُر إليه وكان الضوءُ النافذُ من الجهة المُقابلة يسقطُ على بُقعة جلوسهما وتوهجت بفضلهِ سلسلةٌ فِضيةٌ تُحيطُ بعُنقه.

لم يتَقيد كاكوتشو أو إيزانا قَطُّ بالطريقةِ المِثالية لإرتداء الزِي المدرَسي، فغَلب الطابعُ المُتمردُ على هيئتهما دومًا، وكان من الواضِح عدمُ اكتراثهما بأن يُصبحا مِثالًا يُحتذى به من قبل بقية الطُلاب فيما يتعلق بقواعد الملبس التي تحاول اللجنة فرضَها.

تمامًا كما يرتَدي كاكوتشو زِي المدرسة الشِتوي مُبقيًا أزرار قميصهِ العلوية دون إغلاقٍ لتُبدي ما أخفي من حُليّ تحتها.

عَبرت تنهيدةٌ خافتةٌ شفتيها، حَولت عينيها الزرقاوين للنافذة البعيدة.

-لم آتِ للتدريب منذ مُدة، وآخرُ مرة شاركتُ فيها في مباراةٍ رسمية كانت في العام الماضي، أظنُ بأن ما يجعل قائدة الفريق صبورة مع عضوةٍ مُتسيبة مثلي هو سمعةُ لجنة الإنضباط.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خَلفَ غُيومِ الشِّتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن