[5] [ تَـنفِيـذ: نـورٌ و نَّـار]

34 7 18
                                    

« مَابينَ جَسدي وَ المقَابر علاقةٌ بالإسمِ و المعنى، فكِلاهما مَرقدٌ لأروَاح راحِلة، جُثثٌ خَاوية و بقَايا رُفاتٍ مَدفون »

لعله راودك ذلك الشعور بكونك تغرق..

لكن ليس في بحرٍ من ماء، بل في فجوات عقلك المتشابكةِ.

في تداخُلات أفكارك المتناقضةِ و صَخَبِ أحلامكَ المُتزاحمة..

أن تُبحِر في بحرِ تفاصيلٍ عميقةٍ منك، في دوَامة الشُكوك التي تلاحقُك، في ضجِيج نَهارِك الذي يعكر سكون ليلكَ الدامس.

تغرق ولكنك تخبر نفسك بأن النجاة ليست بعيدة..

تحلم بمركبٍ صغير يعصِمُك من أمواجِ حياتِك المضطربة، حيثُ تتلاطمُ مشاعرك بين مدِّ الأمل و جزرِ الإحباط.

وتُبحر بعيدًا عن مخاوفك و ضجيج أفكارك نحو شاطِئ راحتك و سكينةِ وجدانك.

لكن مَاذا عن غريقٍ قد توقف عن المقاومةِ؟

أنهِكت يداه من التجذيفِ المستمر دون جدوى؟.

سئم من إعادة لملمةِ حُطامِ روحه الغارِقة وهي تعاود التناثُر في كل مرةٍ..

و إستسلم من محاولةِ الصعود للأعلى، ليترك نفسه في راعايةِ أمواجٍ تسحبه نحو أعماقٍ غائرة.

.

.

إنتشلت آيلين جسدها الغارق في حوض الإستحمام، تأخذ نفسًا طويلا إثر إنقطاع الهواء عن رئتيها وذلك بسبب بقائها لوقت طويل بين كنف المياه.

لكن يبدو أنها لم تنجح في إنتشال عقلها من بين أنياب تلك الأطياف التي تتهافت لإفتراس أفكارها المبعثرة..

وهي تسوقُ خطواتها ببطئ ناحية خزانة الملابس، كأن مجرد السير قد باتَ حِملاً ثقيلاً عليها ويستنزف طاقتها.

أهذا ما كان يقصده كونفوشيوس عندما قال أن الإنسان إذا فقد هدفه فقد حياته؟

فأسوء ما قد يمر على المرء هو فقدانه لرغبته و شغفه إتجاه الأشياء التي كانت يومًا منبع سعادته..

فقدانه الإحساس بإتجاهاته ولا يوجد هناك بوصلة ترشده لوجهته..

ليغدو مجرد قارب تائه بين أمواج صراعاته الداخلية.

𝐓𝐨𝐰𝐚𝐫𝐝𝐬 𝐓𝐡𝐞 𝐀𝐛𝐲𝐬𝐬 | نَـحـو الـهـاويـة| 𝐉𝐤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن