الهوية المفقودة

135 25 30
                                    

كان أجيج الحر قد أنهك قواه،و نسمات الرياح لمست روحه قبل جسده،وميض السيوف يشع من بعيد ،و أفكاره تنوي قتله قبل القبائل.
هل هو القدر أم أنه كابوس سيستيقظ منه في أي لحظة؟
**************
إستيقظ حازم في قلب هدا البيت المتهالك، تتسلل أشعة الشمس بحذر بين الثقوب الغريبة في الجدران،لكنها لا تلوث سوادها ، تملئ الهواء بجو من الغموض،كأنها أرواح مظلمة تتجول في الغرفة.
تتلألأ الأعين،كأمواج بحر عاتية،تلتطم صعودا و نزولا مرورا بعقله المجرد من الأفكار،يتقاطر الشك و اليأس من زوايا قلبه،بعد تسلقه تلال الفشل المتكررة في سعيه للبحث عن ذاته و سبب وجوده في هدا المكان.
انقطعت الأنفاس،و لا يسمع شيء غير دقات القلب الذي يخفق بشدة كعصفور ذبيح .
بمشاعر تمتزج بين الخوف و الحيرة قال حازم: ما هذا المكان؟ ما الذي أفعله هنا ؟ فقبل إستيقاظي كنت .... مهلا لحظة لما لا أتذكر أي شيء ؟!!
بينما الأفكار المظلمة ، لازالت تثقل كاهله و تعتري فكره، ينطلق صوت يناديه من أنحاء مختلفة بالغرفة
-تبدأ حياتك محاولا فهم كل شيء ثم ينتهي بك المطاف محاولا نسيان كل ما فهمت
حازم: من أين يأتي هدا الصوت ؟! من أنت؟!
-ها أنت تطرح الأسئلة الخاطئة مجددا ... لا يهم من أنا بل أكثر ما يهم من أنت؟
حازم: من أنا ؟؟!!
-ها أنت ذا تطرح الأسئلة الصحيحة.... لمعرفة من تكون عليك أن تبحث في أعماقك و تجد الإجابة الصحيحة
حازم: و كيف يكون ذلك و أنا لا أتذكر حتى إسمي
-بالضبط....أولا فلتخرج من هدا المكان و لتبحث عن إجاباتك،و آخر نصيحة لا تثق بأحد خاصة بنفسك.
يشعر حازم بالنبض يتسارع في قلبه، بعد الحوار الغريب و أصوات الأقدام القادمة من بعيد،الصمت هو سيد الموقف في هده اللحظة،هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟أم أن تغييرا جديدا سيحدث؟!
فتح الباب بروية
-ريك...حااازم....ماذا أين هو؟
فجأة يسمع صوتا خلف الدخيل في هدا الظلام الدامس
حازم:حركة،و سأرسل رأسك ليتفقد أحوال أقدامك
يضحك الدخيل بطريقة تتلف الأعصاب و يكمل قائلا:حقا لم يخطئ عندما قال أن لديك غريزة حيوانية
حازم : ما الذي تقصده؟
-بالرغم من أنك فقدت ذاكرتك إلا أنك لم تفقد غريزتك , لكن يمكنك الثقة بي، فأنا الوحيد من أستطيع إخراجك من هنا
حازم: و كيف أعرف أنك لست من قمت بإدخالي
-نعم أنا من قام بإدخالك لكن هدا من أجل مصلحتك، يمكنك النظر خارجا لتفهم قصدي
يلقي حازم نظرة بالخارج ، فتعلو وجهه الدهشة كأنها تخبرنا أنه فتح بوابة نحو جحيم مظلم ، يرتعش جسده كشجرة في عاصفة ، تكمن في عينيه الواسعتين رؤية الرعب التي تحذرنا مما هو قادم

 صراع الوجودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن