ألم الرحيل

32 7 41
                                    

في لحظات السكون التي تلت مواجهة حازم مع الجنود، عاد لخيمته، مسترخيا على الفراش بعد يوم طويل من التدريب و المواجهات.

مع اقتراب الليل استسلم للنوم، غارقا في عالم الأحلام، مع الذكريات الجميلة التي جمعته مع ايتازورا.

تءكر حازم ذلك اليوم الربيعي، حبث كان يجلس مع ايتازورا عل ضفاف النهر، تحت ظل شجرة ضخمة.

ايتازورا، بابتسامتها الياحرة كانت تمسك يد حازم و تحدثه عن أحلامها و آمالها للمستقبل.

ضحكاتها الرقيقة كانت تتردد في الهواء، أما حازم يستمع إلبها بتركيز، مستمتعا بحويتها و روحها المرحة، و الشعور أن العالم يتلاشى عندما يكون بجانبها.

ايتازورا، بنبرة صوتها الهادئة قالت: حازم، مهما كانت مهمتك صعبة و مهما كانت التحديات التي ستواجهها فسنكون في هدا معا.
رد حازم بابتسامة دافئة: سنواجه كل شيء معا، و ستظل صداقتنا قوية مهما حدث.

بين هده الذكريات الدافئة تحولت الأحداث لزمن غير حازم بشكل نهائي جسده يتعرق بعد عودته للماضي البعيد، كان حازم و ايتازورا يقودان قواتهما في معىكة حاسمة ضد عدو قوي.

كان النصر قريبا، و الجنود يقاتلون بشجاعة، كان سوكا جزءا من هدا الفريق و الجميع يثقون به، معتبرينه صديقا و أخا.

في لحظة حاسمة من المعركة و عندما بدا أن النصر في متناول أيديهم، قرر سوكا خيانة حازم.

كانت عيناه تلمعان بالخيانة و الجشع، و كانت نيته واضحة، القضاء على حازم و الانضمام للعدو للحصول على السلطة و المكاسب الشخصية.

كان حازم مشغولا بمواجهة قائد العدو، و أثناء انشغاله بذلك، تسلل سوكا من خلفه حاملا خنجرا مسموما.

في تلك اللحظة الحاسمة رأت ايتازورا المشهد، و أدركت الخطر المحدق بحازم.

بدون تردد انطلقت نحو حازم بسرعة البرق، لحظة اقتراب سوكا من تنفيد طعنته، انقضت ايتازورا لتأخد الطعنة بدلا منه.

تجمدت اللحظة، ووقع حازم في الأرض ممسكا بايتازورا، بينما كانت الطعنة تخترقها، حملت ايتازورا نظرة عميقة لعيني حازم، معبرة عن حبها و تضحيتها.

ابتسمت ايتازورا بصعوبة، و همست: كان علي حمايتك، أنت الأمل الوحيد لنا، عدني بأنك ستواصل القتال و تحقق النصر.

أغلقت عينيها ببطئ، تاركة حازم ممسكا بيدها، و قلبه ممزقا بالألم و الحزن.

سوكا: الآن إنها اللحظة المناسبة و إلا...

استيقظ حازم فجأة من حلمه، كانت الشمس لم تشرق بعد، ولا يزال الظلام يزال الظلام يخيم على المعسكر.

كان الهواء باردا، لكنه شعر بدفئ غير عادي يغمره من الداخل، دفئ تلذكريات القديمة.

جلس في سريره يحاول استيعاب الأمر، كان قلبه ينبض و عقله مليئ بصور ايتازورا.

حازم: هكذا هو الأمر عندما كانت تمر علي بعض الأحداث، اكتشفت خيانة سوكا، و موت ايتازورا، لكن لم أظن أن الأمر كان بهده الطريقة.

رفع حازم يده ليمسح العرق عن جبهته، ووجد نفسه ينظر ليديه، مستحظرا تلك اللحظة التي حمل بها ايتازورا.

كانت يديه ترتجفان قليلا، كأن الذاكرة كانت حقيقية بقدر ما هي مؤلمة.

حاول ان يهدأ نفسه بأخد نفس عميق، و أغمض عينيه لبضع لحظات، مستمعا لأنفاسه.

كان عايه أن يتذكر لما هو هنا و هويته الحقيقية، و لماذا يقاتل.

تلك التضحية لم تكن عبثا، و كان علبه مواصلة الطريق الذي اختارته له ايتازورا.

 صراع الوجودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن