خفايا الظلال

8 2 19
                                    

عندما عاد حازم وجنوده إلى المعسكر، كانت الأجواء مشحونة بترقب وفرحة غير معلنة.

بدأ الجنود يتجمعون عند مداخل المعسكر، ينتظرون عودة الأبطال. ظهرت أولى علامات عودتهم في الأفق، حيث بدأت أصوات خطواتهم تقترب، مصحوبة بوهج غروب الشمس خلفهم، مما أضفى على المشهد جواً ملحمياً.

حازم كان يتقدم الصفوف، على فرسه الأبيض، عائداً بروح المنتصر. رأس كاسين المقطوعة كانت معلقة إلى جانب سرجه، كرمز للخيانة التي تم قمعها.

جنوده كانوا يسيرون خلفه بانتظام، منهكين من المعركة ولكنهم مرفوعو الرؤوس، عيونهم مليئة بالعزم والفخر.
كل خطوة كانوا يخطونها كانت تخبر قصة النصر والشجاعة، قصة أن الأمل لا يموت حتى في أحلك اللحظات.

عندما دخل حازم خيمة القائد قاتم، كانت أجواء الترقب تسيطر على المكان.
قاتم، الذي كان جالسًا خلف طاولته المزينة بالخرائط، رفع نظره بهدوء إلى حازم.

كانت ثقته في حازم لا تتزعزع، فهو اليد اليمنى له، والذراع التي يعتمد عليها في أوقات الشدة.

بخطوات واثقة، تقدّم حازم نحو قاتم. لم تكن هناك حاجة للكلمات في البداية، فقط صمت مشحون بالاحترام والثقة المتبادلة بين القائدين.

وعندما وصل إلى الطاولة، أخرج حازم رأس كاسين المقطوع ، ورماه أمام قاتم بقوة، ليضرب الرأس الطاولة ويرتد قليلاً قبل أن يستقر.

نظر قاتم إلى الرأس المقطوع، ثم رفع عينيه إلى حازم:أصبحت أظن أنها هواية جديدة لك،قطع الرؤوس و رميها لي،أنت تستمتع بهدا صحيح؟

قال حازم بصوت هادئ ولكنه مشحون بالجدية: هذا هو مصير كل خائن، يا قاتم.
كاسين لم يكن مجرد قائد في صفوفنا، بل كان سرطانًا يهدد ما بنيناه. لقد تجرأ على خيانتنا، ولم يكن الوحيد.

تعمّق نظر قاتم في عيني حازم، وبدا أنه يدرك عمق الرسالة التي يحملها.

لم يكن رمي رأس كاسين مجرد انتقام، بل كان إشارة إلى ولاء حازم المطلق، وتحذيرًا بأن هناك مزيدًا من الخونة الذين يجب كشفهم.

قال قاتم بهدوء: كنت دائمًا سندي وذراعي الأيمن، يا حازم.
ما فعلته اليوم هو إثبات جديد على ولائك. نحن بحاجة لبعضنا أكثر من أي وقت مضى، فالأعداء لا يأتون فقط من الخارج.

حازم: أما الأعداء من الخارج فأمرهم سهل، ما يشغل بالي حقاً هم الأعداء من الداخل.

قاتم، بتفكير عميق: لكن السؤال الأهم، كيف اكتشفت خيانة كاسين؟

ابتسم حازم بهدوء وأجاب: الأمر لم يكن معقداً كما قد يبدو. أتذكر عندما أخبرتك أنني زرعت بعض العيون في جيش آسر؟

قاتم بتذكر: نعم، أذكر ذلك جيداً.

حازم: إلتقيت بأحد هؤلاء الجواسيس مؤخراً، وقد أعطاني تفاصيل دقيقة عن تحركات مشبوهة.
بناءً على تلك المواصفات، ركزت شكوكي على ثلاثة أشخاص: تيتسو، آلان، وكاسين. فوضعتهم قادة على ثلاث مجموعات، وكل مجموعة زودتها بمعلومات خاطئة حول موقعي الحقيقي. وأرسلت ثلاث فرق لمراقبة تلك المواقع. وعندما رأيت أن جيش آسر تحرك نحو الموقع الذي أخبرت به كاسين، أدركت الحقيقة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 صراع الوجودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن