| 1 |

766 31 42
                                    

"هذَا ما حصَل"
رفَع سيباستيان الفأس و ضرَب بهِ فخذ الخرُوف الموضُوع أمَامه، جاعِلاً قطَعاً صغِيرة من اللّحم تطير و تلتصقُ بمريلته.

لَم يجِد صديقُه ما يقُوله، لقَد قامَ بعملٍ مُروع.
بالتأكِيد ستعانِي المرأة المسكِينة من صدمَة لمدة طوِيلة.

توقَف سيباستيان و نظر له، مع إبتسامة خفيفَة جعلَت الآخر يتشوَش و يرُد بإبتسامة

"ماذا هناك؟"

ضحِك سيباستيان
"لا شيء، أنَا فقط سعِيد لأننّي أحدِث شخصًا ليس من نسجِ خيالِي"

شعَر صديقه بالسعَادة، و أيضًا جزء منهُ يشفِق عليه.
بعدَ سنة في المَصحة العقلِية، و زيارَات منتظَمة للطبيب، و عدمِ إنقطاعه عن الأدويَة.

ظَهر تحسُنٌ في حالَته.
توَقفت الهلوَسات، و زالَ الإكتئاب.

لكِن لم تزُل المشاعِر...

لم ينسَ سيباستيان إليزابيث يومًا، رغم أنه لم يمر وقتٌ طويل و هو يعرفُهَا لكنّه أحسّ أنهَا تهتَم لأمرِه.

سيفعَل أي شيء ليعرِف إن كَانت تهتَم حقًا أم أنهُ يُهلوِس.

وصَل سيباستيان البيت و وجدَ ظرفًا علَى الأرض حينَ فتَح البَاب.

"شكرًا علَى عملِك المُتقن، نلتقِي في مُهمة أخرَى"
مكتوبة علَى ظهرِ الظرف. و في داخِلهِ نقُود.

وضَعه على بار المطبَخ و اتجَه للحمَام.

فتَح المِرش و رمَى ثيَابهُ علَى الأرض، ثم وقفَ تحتَه يستنِد علَى الحَائِط بِيدِه، يستمتِع بالمَاء الدافِئ علَى جسدِه

أرَاد لحظَة إنفِصالٍ عن الواقِع، حيثُ يختفِي كلُ شيءٍ من حولِه، و يتوقَف الزَمن

و يأتِيه شبَحُ إليزابيث، تُمرر يديهَا علَى صدرِه بلُطف، و جبهَتُهُ على جَبهتِها

"تبدُو متعبًا سيباستيان"

تنَهد بعُمق
"أَنا كذلِك بالفِعل"

صَعدَت يدَاها إلى رَقبتِه و أمسَك بخصرِهَا.
بَقيَا علَى تلكَ الحَالِ، قرِيبة مِنه ... صوتُها في أذُنه تهمِس لَه

أحبّ الأمرَ جدًا، أرَاد أن يبقَى هكَذَا لأطولِ مدّة ممكنة، لكن لا شيءَ يدُوم.

فتَح عينيهِ بعدَ لحظَات و لم يجِد ليز أمَامه.
لم يغضَب، أخذَ قطعَة الصَابون جيّدة المظهَر و زكية الرائحَة على عكسِ ما كان يملِكه سابقًا

One-shot | Stockholm SyndromeWhere stories live. Discover now