القصة بعنوان "مَريم"
«وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا»أشرقت شمس يومٍ جديد باعثِ الأمل للقلوب ، ويشرق معها نور القلوب ليُحررنا من ظُلماتِ الليل ..
علي طاولة الإفطار جلست الجدة "ماجدة" و حَفيدها الأقرب لقلبها "أحمد" علي يُمناها يتناولان الطعام بينما عيناه تسبحان بعيدًا فيما حدث أمس و كيف كان لقاؤه الأول بعد فراق أعوامٍ بمَريم ..
أسر عيناه باب غرفتها بين الدقيقة و الأخري علي أملٍ برؤياها فَـ ليصنع الفرصة لإصلاح أخطاء الماضي و إن لم يكن بالإرادة الشخصية بالتأكيد سيلجأ للإجبار ..
بصعوبة نزع عيناه عن الباب و إلتفت للجدة يبتسم لها ثم يُلقي مدحًا بطعامها الشهي الملوكي ، لعله ينسي "مريم" لبعض الوقتِ ...
بنفسِ الوقتِ أطلت "مريم" من خلف الباب تدفع مقعدها بيدها بإبتسامة مُشرقة ثم إقتربت من طاولة الإفطار تُغمغم بشهية:
-صباح الخيـــــر ..
أجابت الجدة بهزة صغيرة برأسها بينما رد "أحمد" بإشراق لرؤية مزاجها الرائق و زوال عبوسها:
-صباح الورد ..
تلاشت بسمتها و حل العبوس الشديد مكانِه ثم إتسعت بُنيتيها علي أخرهما تقول بهياج:
-أنتَ لماذا تجلس هنا ألا تعلم أنه مكاني ..
مَهلًا كيف إستطاعت تغيير مزاجها بهذه السُرعة مِن الضحك إلي العدوانية ، ما بِها صارت أكثر عدوانية معه لم تكن هكذا بالسابق فكانت هادئة كقطة وديعة ، و إن تغيرت "مريم" فيستطيع "أحمد" التلون بمئة وجه كي لا يخسر أبدًا ..
نَطق ببرود وهو يمضغ الطعام بتلذذ:
-لم أجد لافتة مكتوب عليها هذه البقعة مسجلة بإسم مريم ، لذا الطاولة أمامك واسعة يمكنك الجلوس بأي مكان ..
إحتقن وجهها بإحمرار شديد غاضب و كَزت أسنانها بغيظٍ قائلة:
-أنتَ وقح ..
جَحظت عيناه بذهول مما سمعه و هَم بالرد عليها ردًا يُفحمها تزامُنًا مع قول الجدة:
-مازلنا بالصباح الباكر لبدء النكد يا نصف العقل فَـ هل أجلتِ الشجار لوقتٍ آخر ..
زَمت شفتاها بعبوس كالأطفالِ و أشارت عليه قائلة ببؤسٍ:
-أريد أن أعرف لما هو هُنا بالمنزل دون علمي ألا تهتمين بسمعتنا إذا علم الجيران بنوم شاب بمنزل فيه ثلاث نساء ...
تركت الجدة الملعقة ثم شابكت يداها علي الطاولة تتشدق بدبلوماسية بحتة:
-هذا الشاب هو أحمد حفيدي هل ستمنعيني من إبقاء حفيدي بمنزلي يا بنت ، أما بخصوص النساء هنا عائدة عليكِ أنت و وردات الأكثر حُمقًا عنكِ فلن يتطلع إليك حبيبي أحمد بتصرفاتك الصبيانية هذِه بالكاد أميز أنك فتاة و لستِ ولد لذا لا تنزعجي إذا خلطت بينكم ...
أنت تقرأ
"مَريم" «وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا»
Short Storyالقصة بعنوان "مَريم" «وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا» إحتفالية الفلانتين جروب اللارواية للنشر الإلكتروني