الحِكاية»" أَنَـا مَـريـم الفَتاة المَنسية ، يتَيمة الوَالدين أو بمَعني أدق كَما يُلقبوني بالعائلة "وَجهِ النَّحسِ" علي وَالداي الشابَان ، أُلام علي حادث ماتا بِه قضاءً و قدرًا ..
أَنَا مَريم النَّاجية الوحيدة بالحَادث ، ولكني لَم أنجو مِن غدرِ البَشر و تَغيرُ النُفوس ...! ، تَبدلت النَظرات الوَدودة إلي أُخري حَاقدة و لَئيمة ، لَم يراعو أَني طِفلة بَل أَني تَميمة النحسِ علي العائلة ..
نَبذتنِي عائلة أبي و إحتَضني عائلة أُمي بترحالٍ بين المَنازل و لَم تجد مَريم مأوي تَسكُنه ...! ، ضَاعت داخِل مَتاهة اللوم و الشَفقة ، تَنقلتُ بَين مَنازل إخوة أُمي الغالية "ثريا" فَـ كان أكثرهم دفِئًا أَقلهم قَسوة و رَأف بحالي اليَتيمة فَلم يَلومها عَلي موت أَبويها وإن لَم يَنطق بِها فالنَّظرات كانت تُعاتب و تَنبُذ !
لم أَتمرد يومًا علي حَالي و إنّ كُنت حزينة بل كُنت رَاضية بقَدري و أن مَا حدث إرادة الله -عَزوجَل- و لَكن أن تَحيا علي نَبذٍ و قهرٍ يخصُوك بِه قد يُفقدك إيمانك بالله و إن ربي رحيم بِي فَلم أفقد عقلي بين غَياهب الحياة ..
و مَا أن أصبحتُ علي أَعتاب المُراهقة ضَمني جَدي لأمي إلي بَيته فَـ مَن سيحتضن فتاة تَزدهر بالعُمر و الجمال و ببيتهِ شباب ، كان ضَميره إستيقظ أخيرًا وهو يَشعر بأنها أيامهِ الأخِيرة فأرادَ أن يُعوض إبنة ثريا عما عَاشته حتي لا يلقي إبنته التي ستسأله عَن أَمانتها ..
بِضعة شُهور تَدللتُ بِها ، نلتُ إهتمام أحدهُم أخيرًا ، رُغمًا عَن أنِف الجَدة كان يَراعني و أَحيانًا يسهر إلي جُواري لأنَام علي حِكاياته الجَميلة ، إشتري لي الكثير مِن الألعاب و التي مَزقتها "شهد" إبنة خالتي بغيرةٍ مما صرتُ عليه ، لَم تعلم أنها كَانت تُمزق قلبي مَعها فَلأول مَرة أشعر بالسعادة و الفضل لجدي ...
لَكن مَات جدي ...! ، و مَات معه الدلال الذي لامستهُ أخيرًا لأُلام مرة ثانية لا بل ثالثة بالتأكيد إنها المئة ، عُذرًا فَمِن الكَثرة لم أعَرف لها عددًا ..
وَ كَأن قَلبهُ كان يَشعر بحالي فَـ حفظ لي حَقي بكِتابة مَنزله بإسمي و جَعل السيدة "ماجدة" حرمه المَصون وَاصية عليّ ، أراد الإطمئنان أن مَريم وجدت مَسكنًا يأويها أخيرًا بعيدًا عن شُرور أبنائِه و إِن كانت الجدة قاسية القلب لكنه يَعلم أَن قلبها سيلين يومًا إلي اليتيمة شَبيهة "ثُريا الغالية" ...
و بَعدما إستكانت حَياتي بعد سنواتٍ مِن التَنقُل أردُت الإستكانة لقَلبي العابثة دَقاته بجنون حِين لُقياه ، و كَما يُقال تَأتي الرياح بِما لا تَشتهيهِ السُفن و تَم رَفضُ حبي ...
حَسنًا كان الأمر مُؤلم قليلاً ، لا بل كَان ساحقًا لقلبي و مُفجعًا لبراءة فتاة بالثامنة عَشر أرادت إهتمامًا مِن نوعٍ آخر ، لَقد إعتدتُ الأمر بأني سأظل مَنبوذة حَتي نَبذني جسدي بعدها و كانت الضَربة القاضية لي ...
أنت تقرأ
"مَريم" «وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا»
Nouvellesالقصة بعنوان "مَريم" «وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا» إحتفالية الفلانتين جروب اللارواية للنشر الإلكتروني