الفصل الأول
دخلت شهد وهي تزفر بضيق وغيظ إلى تلك الشقة الصغيرة بالطابق الثاني من مبنى آيل للسقوط بمنطقة تابعة للعشوائيات، ثم دفعت الكتب الدراسية من يدها بعصبية وجلست على الأريكة القديمة البالية، فرمقتها شقيقتها التوأم"رقة" وسألتها بقلق :
_ مال وشك مقلوب كده ؟نظرت لها شهد وأجابت بغيظ شديد:
_ جالي عريساغتاظت منها رقة وقالت :
_ حرام عليكي خضتيني ! .. أنا بحسب في مصيبة من مصايبك حصلت !.ضيقت شهد عينيها بعصبية وصاحت :
_ ولما كل شوية يتقدملي واحد أنيل من اللي قبله ده مش يخض؟!، أنتي عارفة مين اللي اتقدملي ؟
الأستاذ المحترم الديلر بتاع المنطقة الزفت اللي احنا ساكنين فيها دي، قولتلك يا رقة مليون مرة تعالي نمشي من هنا وننفد بجلدنا من العصابة اللي أحنا عايشين في وسطهم دول.ابتلعت رقة ريقها بمرارة وقالت :
_ وهنروح فين بس!، الشقة دي كل اللي حليتنا، لا عارفين نبيعها ولا حد راضي ياخدها إيجار حتى، ومالناش أي دخل نصرف بيه على نفسنا لو مشينا، ويادوب شغلي في المصنع مغطي مصاريف جامعتك والاكل والشرب.نظرت لها شهد وقالت بحدة :
_ أنتي بتعايريني عشان بتصرفي عليا! .. أمتى اخلص الجامعة وأشتغل وارجعلك كل جنيه صرفتيه عشان ما اسمعش كلامك اللي يحرق الدم ده.توترت رقة من صوت شقيقتها المرتفع ونشطت عقدتها النفسية مع الاصوات العالية، فقالت وهي تقريبًا ترتجف من التوتر وخفقان قلبها:
_ أنا هعايرك برضه يا شهد؟!، أنا بفهمك الوضع مش أكتر، وبعدين شوقي مش هيسيبنا في حالنا لو فكرنا بس مجرد تفكير إننا نمشي من هنا.ضربت شهد يديها ببعضهما في غيظ من كل شيء وقالت بضيق:
_ مش عارفة ليه حظنا موقعنا في وسط شوية بلطجية طمعانين فينا، وياريت لو كان لينا راجل يوقفلهم .. كان نفسي يكون لينا عيلة كبيرة تحمينا من شوقي وعصابته والبلطجية بتوعه.خيم الصمت لبعض الوقت حتى قالت رقة بإنهزام:
_ ما تقلقيش يا شهد، لو وصل بيا الأمر أني أوافق أتجوزه عشان احميكي هوافق .. أنا ماليش غيرك في الدنيا.رق قلب شهد لشقيقتها التوأم وقالت برفض تام وتأكيد :
_ مستحيل أسيبك تعملي كده في نفسك، تتجوزي بلطجي ومجرم؟! .. رغم غيظي من طيبتك اللي ماينفعش تعيشي بيها في الغابة اللي احنا عايشين فيها دي إلا إني بحمد ربنا على وجودك في حياتي يا رقة.واقتربت شهد لشقيقتها وتبدل ضيقها لابتسامة وقالت :
_ اصلك بتكمليني يا توأمي .. أنا شرسة وعصبية ، بس أنتي طيبة وهادية، هادية أوي لدرجة تغيظ، أنا مقدرش اضحي براحتي عشان مخلوق، بس أنتي ممكن تضحي بحياتك عشاني عادي !
ساعات ببقى نفسي أقولك كفاية اللي أنتي فيه وفكري في نفسك شوية .. ده أنتي مكملتيش تعليمك وأشتغلتي عشان أنا اتعلم!!
أنت تقرأ
كسرة وضمة وسكون للكاتبة رحاب إبراهيم حسن
General Fictionبسبب كذبة ساذجة اصبحت هذه الفتاة البائسة بين ليلةً وضحاها الزوجة المستقبلية للمقاول الثري الشهير .. وعن طريق الصدفة سقطت بين براثنه فأستغل قلبها البريء لصالحه، وتلاعب بأرق ما فيها .. قلبها! وعندما اكتشفت خداعه خلعت ثوب البراءة عنها واقسمت أن تجعل...