الفصل السابع

322 22 0
                                    

الفصل السابع

إهداء إلى صديقتي الكاتبة الرائعة:  آية محمد رفعت 💜
قراءة ممتعة يا روحي لكِ وللجميع 🫂💜

نظرت رقة حولها بخوف وقلق وهي ترتدي ذلك الرداء المكشوف الذراعين ... وشهقت عندما انتبهت لدق على باب الغرفة، ثم تحرك مقبض الباب قبل أن يُفتح الباب على مصراعيه ...
واندفعت خطوات للخلف من الذعر، ورفعت يدها وكتمت بها فمها وهي ترتجف تحت نظراته الدهشة الثابتة على عينيها، وحضوره المخيف أمامها ..

بينما ظل أشهد متسمرًا للحظات، لم يتوقع ابدًا أن تكون هي من بغرفته السابقة!، والاخطر من ذلك .. لم يدرك إنها بتلك النعومة والأنوثة التي تبدو عليها الآن، لم يحب الشعر القصير يوما بالإناث، ولكنه الآن مع ذلك الوجه الصغير ومع خصلات الشعر الأسود المتعرجة بقوة والتي تصل بالكاد لمستوى كتفيها وتضع وجهها الصغير بين قوسين برقة متناهية .. أعجبه، وسرًا أراد أن تتخلل أصابعه تلك الخصلات، ولم يعرف لمَ كل شيء بتلك الفتاة يخطفه لهذه الدرجة رغم بساطتها!!.
ولكنها تمتلك فتنةً خاصة بها، فتنة وجاذبية غير مفهمومة، جعلته من الوهلة الأولى عندما تعلقت عينيها بعينيه شي، مجهول يدفعه ليأخذها إليه!، كأنها عندما امتلكت ذلك الوجه البريء والعينان الصافيتان أصبحت تمتلك سرًا من أسرار الفتنة التي تسلب عقل أقوى الرجال.
أو كأنها ضلعه الأعوج الذي وجده أخيرًا ليكتمل كيانه وتسكن روحه!.

وأبعد عينيه بمشقة عنها واعترف لنفسه بذلك، حتى خرجت من صدمتها وسحبت غطاء الفراش وسترت جسدها من رأسها حتى أصابع قدميها، اللهم إلا ذلك الوجه الصغير الذي يظهر من بين الستار السميك .. ابتلعت ريقها بارتباك شديد عندما عاد ينظر لها مجددًا بقوة، وبدا عليه أنه يقاوم شيء يهدد ثباته وإتزانه بالفعل، حتى تحكم أشهد بنفسه بأعجوبة واقترب وهو يهتف بعصبية :
_ أنتي جاية بالفستان ده من بيتك ؟!!

ولأول مرة تراه غاضبًا لتلك الدرجة، والأغرب أنها لم تتوقع ذلك السؤال مطلقا، بل كانت تتوقع إن يسألها ما أتى بها لتلك الغرفة وبذلك المظهر؟

توترت رقة وبدأت ترتعش من صوته العال، ويبدو أنه نسى عقدتها النفسية وهو يصيح هكذا .. فقالت بتوتر وعينيها قد أشارت بالدموع :
_ لأ ..

كاد أن يعنفها لإجابتها المختصرة، ولكنه عندما اقترب بعصبية خطوة أخرى تذكر عقدتها النفسية من الأصوات العالية ووقف فجأة، ولكنها عندما عادت خطوة للخلف بخوف تعثرت بأطراف الغطاء وأختل توازنها وسقطت أرضاً وهي تصرخ .. فأسرع اليها أشهد قلقا بعدما تكومت بجسدها الصغير داخل الغطاء كالفأر داخل المصيدة .. رفعت رأسها لتستنشق الهواء وتفاجئت بقربه منها، ودون ادراك رفعت الغطاء ليغطي رأسها ويستر جسدها كاملًا بعينان تنظر له بخوف معلن وهي تتسحب للخلف ببطء مبتعدة عنه .. للحظات نظر لها شاردًا مأخوذا، وادرك أنه قاوم ما وسوس له الشيطان بشراسة وحرب عنيفة مع نفسه الأمارةً بالسوء .. فتحكم بصعوبة ونهض واقفا، والقى عليها نظرة غاضبة لم تفهم سببها، ثم استدار وخرج من الغرفة بأكملها بخطوات واسعة وكأنه يهرب من شيء ..!

كسرة وضمة وسكون للكاتبة رحاب إبراهيم حسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن