الفصل العاشر
وأتى يوم عقد القران بمنزل الفتاتان بعد إتمام الترتيبات اللازمة له بالساعات الماضية.
مضت الساعات الفائتة على رقة سريعة وبآنً واحد بطيئة جدًا، ولكن ما كدر مزاجها هو أنشغال أشهد عنها تمامًا، حتى أنه أجرى عدة مكالمات هاتفية سريعة ليتأكد أن كل شيء على ما يرام ... فقط !!.وجهزت شهد المنزل لاستقبال عدد قليل من المدعووين المقربين من الفتاتان فقط .. وأتى أشهد بأفخم سيارة لديه .. وتبعه شقيقه حازم بسيارته ومعه خالته وأبنتيها .. وقالت نرمين بسخرية قبل أن يصلون لبيت رقة :
_ وأنت مش ناوي بقا تعرفنا على تعيسة الحظ اللي هتبقى خطيبتك ؟!رد حازم بعد وقتٍ طويل وقد أستفز ذلك نرمين وقال :
_ عندها امتحانات .. وبعدين ده بمزاجي .. يوم ما أنوي هعرفها على الكل .. اكتمي بقا!.لوت سميحة زاوية شفتيها وقالت باشمئزاز وهي تنظر لطرقات المنطقة العشوائية التي تسكن فيها رقة :
_ احنا اتكتمنا من غير حاجة من الريحة المقرفة اللي في المكان ده ... هي عايشة فين دي ؟!رد حازم بسخرية :
_ والله يا خالتي الناس مش بيتحكم عليهم من مكان سكنهم، ياما ناس زبالة وما عندهمش دم وعايشين في مناطق نضيفة !.وغمز عبر المرآة لنرمين التي شعرت بالغليان والغيظ منه ليقينها أنه يقصدهن بالحديث .. فضحك حازم عندما نجحت رميته وقال لهن :
_ كل واحد حر ..تمتمت سميحة بشيء لم يسمعه حازم، ولكن يبدو أنه سباب وشتائم .. وبعد دقائق وقف بسيارته خلف سيارة أشهد التي توقفت للتو وسط أنظار الكثير من سكان الحي الفقير... وكأنه الأمير الذي أتى بالحفل لمنزل السندريلا!.
(وبشقة الفتاتان ... )
صاح الصبي "حموكشة" وقال لوالدته التي كانت مشغولة بترتيب الحلوى بالأطباق :
_ العريس وصل يمه ومعاه المأذون .. العريس وصل ..دق قلب رقة التي كانت تسلم وجهها للـ " ميك أب ارتيست" بغرفتها، وقد تبقى لحظات بسيطة وتنتهي تماما،
وبتلك اللحظة أخذت شهد يدي شقيقتها بين يديها وقالت بدموع فرحة صادقة :
_ كلها دقايق وهياخدك مني.تمسكت رقة بيد شقيقتها وقالت بعتاب ونظرة حنونة :
_ محدش يقدر ياخدني منك .. هفضل معاكي لآخر نفس ..ابتسمت شهد وهي تمسح عينيها وقالت :
_ لأ أنا عايزاه ياخدك وتفرحي وتتبسطي .. أنتي تستحقي اكتر من كده بكتير أوي ..وهنا انتهت الفتاة الخبيرة من تزيين رقة التي بدت كحورية البحور السبع .. وشهقت بسعادة عندما وقفت ونظرت لنفسها بالمرآة .. قائلة بدهشة :
_ أنا دي ؟ .. لا مش معقول !!
أنت تقرأ
كسرة وضمة وسكون للكاتبة رحاب إبراهيم حسن
General Fictionبسبب كذبة ساذجة اصبحت هذه الفتاة البائسة بين ليلةً وضحاها الزوجة المستقبلية للمقاول الثري الشهير .. وعن طريق الصدفة سقطت بين براثنه فأستغل قلبها البريء لصالحه، وتلاعب بأرق ما فيها .. قلبها! وعندما اكتشفت خداعه خلعت ثوب البراءة عنها واقسمت أن تجعل...