الفصل الثاني
خرج "أشهد" من حمام غرفته وهو يجفف شعره الاسود الطويل لبعد اذنيه بالمنشفة، ثم بدأ يستعد ويرتدي حلّة أنيقة مناسبة للسهرة المسائية لعقد أحدى الصفقات التجارية الكبرى .. وحينها ارتفع رنين هاتفه بأتصال من رقم مجهول، نظر للهاتف بعدم اكتراث، وتكرر الرنين مرارًا بعدم يأس المتصل، حتى أجاب أشهد ولم يتفاجئ كثيرًا عندما سمع صوتها الناعم المألوف وهي تهمس ببطء مقصود وتقول بعتاب:
_ كنت مستنياك في اليخت يا أشهد .. ومجتش!.زفر أشهد بنفاد صبر وقال :
_ ومش هاجي .. ومش عارف كام مرة هقولك تشيليني من دماغك؟! وكام مرة هفكرك إنك ست متجوزة ومايصحش اللي بتعمليه!.سيطرت نهال على غضبها في الرد وابتلعت ريقها بعصبية ثم قالت:
_ أظاهر إنك أنت اللي نسيت إني كنت حبيبتك في يوم من الأيام، أنا عارفة إنك لسه بتحبني بس زعلان مني عشان اتجوزت وسيبتك .. بس أنا ما سيبتكش صدقني .. فاروق هو اللي ..قاطعها أشهد بهدوئه المستفز المعتاد قائلًا:
_ ماتهمنيش تفاصيل جوازك .. ولآخر مرة هحذرك تبعدي عني، وشوية الصحفيين اللي مأجراهم ومخلياهم يهاجموني في الجرايد ويشوهوا سمعتي أنا بسهولة ممكن أوديهم في داهية وأنتي قبلهم .. بس لحسن حظك إني مش فاضيلكم ومش فاضي للتفاهات دي، استغلي الفرصة واحترمي نفسك واحترمي الراجل اللي أنتي على ذمته وأنسيني أحسنلك.وأنهى أشهد الإتصال بعدم اهتمام وعاد للمرآة ليتأكد من هندامه ورباط عنقه الأنيق.
بينما نظرت نهال للهاتف بذهول بعدما أغلق الأتصال بمنتهى الأحتقار لها، ثم دفعته بغضب هستيري وشربت ما في كأسها دفعة واحدة بمرارة .. ثم قالت بحقد شديد والدموع تتساقط من عينيها بغزارة :
_ أنا اللي كنت غبية وجريت ورا الفلوس واتجوزت راجل عجوز مالوش أي لازمة في حياتي !.ابتلعت ريقها المر وعينيها مليئة بالحقد والشر والدموع الوقحة قائلة :
_ لا يا أشهد مش هنساك ولا هسيبك في حالك .. أنت كنت ليا وهتفضل ليا لوحدي حتى لو غصب عنك.وبدأت بدفع وتكسير بحالة غضب هستيرية كل ما تطاله يدها بالغرفة المكسوة بأفخم قطع الأثاث الحديث، حتى جرحت يدها وبدأت بالصراخ وكأنها رأت شبحاً مخيف، وفتح الباب وظهر بعض الخدم ويبدو أنهم قد اعتادوا على تصرفها هذا منذ فترة .. فلم يبدو عليهم الصدمة أو المفاجأة، فقط حاولوا تهدأتها وأبعادها عن شظايا الزجاج المتكسرة الجارحة ويضمدون جرحها .. وقالت أحدى الخادمات :
_ سيدي فاروق بيه عايزك يا ست هانمرفعت نهال رأسها بغضب بكتل الشعر الكثيفة وبعض الخصلات الملتصقة بوجهها بسبب حبات العرق وقالت بهتاف :
_ مش عايزة أشوف وشه .. مش عايزة أشوف حد.
أنت تقرأ
كسرة وضمة وسكون للكاتبة رحاب إبراهيم حسن
General Fictionبسبب كذبة ساذجة اصبحت هذه الفتاة البائسة بين ليلةً وضحاها الزوجة المستقبلية للمقاول الثري الشهير .. وعن طريق الصدفة سقطت بين براثنه فأستغل قلبها البريء لصالحه، وتلاعب بأرق ما فيها .. قلبها! وعندما اكتشفت خداعه خلعت ثوب البراءة عنها واقسمت أن تجعل...