حارة صغيرة وبيت متواضع جدا ,شقة فى الدور الثانى ,وقفت سنية فى حجرة النوم تنظر بإمتعاض وقالت: يعنى شقتى اللى مكانتش عاجبانى مش أحسن من المزبلة دى؟؟ والفرش شكله معفن . هاننام هنا إزاى؟؟
سمعت باب الشقة يفتح وأسرعت للصالة ودخل سالم وهو يمسك بسلمى وسليم فى يديه وهما يبكيان وقال: بس بقى صدعتونى .. أدخلو ياللا.
دفعهما لداخل الصالة وضمت سلمى أخيها الصغير وقالت برجاء: الله يخليك ياعمو سيبنا نروح .. الله يخليك.
عمو !! عمو مين يابت أنا أبوك..
نظرت له سلمى بفزع ,كيف تتذكره كانت طفلة صغيرة ولقد مرت سنوات حتى نسيت بأن لها أب ولكنها قالت بخوف: بابا!!
أيوه بابا نسيتى بابا!! عيال جاحدة...
تلفتت حولها ونظرت لوجه سنية وبدأت تتذكرها فهى لن تنسى المرأة التى كانت تضربها وتحرقها بالنار ,ظهر الرعب على وجهها وضمت أخيها أكثر وقالت سنية: والله وإحلويتى ياسلمى وبقى عليكى القيمة .. وإيه النضافة دى يابت.. ده لبس غالى قوى..
مش بأقول عايشين عيشة تانية...
عندك حق ... بس بأقولك إيه إحنا نرجع شقتنا و..
إفهمى بقى أول مكان هايدورو فيه هو شقتنا ..
وهانقعد هنا إزاى ؟ الشقة زى الزفت...
دبرى امورك على مانآخد من الست قرشين
إلتفت لسلمى فإنكمشت فى مكانها وقال: هاتى الموبايل اللى معاكى.
مش معايا موبايل.
أمسكها من ذراعها بقسوة وقال بصوت خشن: بأقولك هاتيه يابت...
إرتعش وجه سلمى وهى تبكى فخلع عنها حقيبة الظهر وفتحها ليفتش فيها وأخرج بعض المال وقال: ماشاء الله الفلوس دى مع عيلة زيك..
أخرج الهاتف وبحث فيه حتى رأى رقم ليلى وضحك: البت مسجلاها ماما حبيبتى...
سنية : هاتعمل إيه ؟
هانقل رقمها عندى علشان اكلمها وأقفل الموبايل ده خالص..وأرمى الشريحة... لأحسن يعرفو مكانها من الإشارة ..
إشارة إيه؟
مش بتشوفى فى الأفلام كده لما يدورو على حد يشوفو إشارة الموبايل.
طيب ماهم هايشوفو إشارة موبايلك يافالح..
هو أنا هاطلبهم من بتاعى. انا هاروح منطقة تانية خالص وأطلبهم براحتى من أى تليفون .. ويبقو يدورو بقى براحتهم, انا خططت كويس...
والعيال دى هانعمل فيهم إيه؟
دخليهم أى أوضة وإقفلى عليهم ..
أنت تقرأ
وتغيرت الأقدار
Non-Fictionكل إنسان يعانى من مشاكل كبيرة فى حياته ويظن بأن هذا هو نصيبه وقدره المكتوب ولكن يأتى الله فجأة بأشياء وأشخاص ليغيرو من هذه الأقدار لتكون أفضل مما حلمنا وتخيلنا,, لذلك لاتتوقف عن الحلم أبدا لأن القدر ربما يتغير لصالحك فى أى لحظة ..