* انا سالي روجر ابنة فينس روجر و صوفي ردمنت اغنيس و هذه حقيقة القصة، امي لم تتزوج العم اليوت بل ماتت ألما و قهرا على فراق ابي، و اما العم اليوت فمات بعدها بسنتين و انا ربتني جدتي باتي،
* فبعد خبر موت ابي الذي لا اتذكر ملامحه و امي التى اصبح ذكراها كخيال يرافقني و العم اليوت الذي كان كالاب بالنسبة لي كبرت مع الجدة باتي و قد ورثت ثروات ال اغنيس و ال بينغك و الحكاية التى رويتها لكم كانت من يوميات امي و لم غيرت النهاية؟! حسنا كانت هذه امنيتي ان تكون نهاية قصة والداي مختلفة و خيالية،
* ولأن هل تملكون الوقت لتسمعوا حكايتي؟!
* في الحقيقة طفولتي كانت مضطربة و معقدة، كيف؟!
* حسنا رغم اني قد ربيت من قبل الجدة باتي إلا وان زوجة خال والدتي مات قد أصبحت الوصية علي بعد موت جدي مات، ولكن قامت الجدة باتي بتربيتي، زوجة خال امي ألكساندرا بيترسون، كانت امرأة مستبدة مغرورة صارمة و كانت تملك ابن يكبرني بثلاثة اعوام، تزوج جدي مات ألكساندرا و هو في عمر الخمسون و هي كانت تصغره بخمس و عشرون سنة، تزوجته بعد أن قتلت زوجته الأولى فالكساندرا كانت ممرضة في المشفى الذي يملكه جدي مات، و كيف قتلت جدتي، كان لدى جدتي مرض يجعلها تلازم السرير و لزم أن تحتاج من يساعدها لذت خصص جدي مات ممرضة لمراعاتها و في الحقيقة كانت تعطي ألكساندرا جدتي السم في الأدوية و تجعل حالتها أسوأ إلى أن ماتت و هنا كان جدي مات يحتاج إلى من يطبط على قلبه فكانت تدعي انها ملاك منقذ أمامه فعلا كيد النساء عظيم. و هكذا تزوجت تلك الشريرة جدي مات و ربى جدي ابنها كأبن له، كان اسمه ماثيو
* صدقوني رغم أن أمه تمثل رمزا للشر الا وأنه كان ملاك حنون عطوف كثير التبسم و ذكي مثقف خفيف الظل، كانت ألكساندرا تعاملني بقسوة شديدة و نادرا ما تتحدث معي والسبب أن كل املاك ال بينغك تحت اسمي و انا الوريثة الوحيدة لها،كما أن محامي جدي ماتو كان يعرف خبثها لذا أتى بقرار من المحكمة باني الوريثة الوحيد و من هنا و بما أن عمري كان ست سنوات فلهذا هي الوصي علي كبرت مع ماثيو فهو كان في التاسعة، و بعد أن أكمل العشر سنوات ارسل ألكساندرا ابنها الى مدرسة داخلية و لم أراه إلا بعد أن أكمل تعليمه، أما أنا فكان لي معلمة خاصة تأتي كل يوم لتعلمني الاتيكيت و الفرنسية و التطريز أمور تافهة وانا كنت مولعة بالكتابة، كنت دائما اكتب الى ماثيو كان أقرب شخص لي و هكذا قلة المراسلات بينا الى أن انعدمت، في يوم من ايام ايار توفت الجدة باتي و دفنت قرب زوجها كما طلبت و انا تركت وحيدة مرة أخرى إذا لم نحسب زوجة جدي مات، كانت تخطط للتخلص مني، حاولت ولكن بما أن عمري تجاوز السبعة عشر و قريبا ساكمل الثامن عشر، كانت تخطط الى أن تتهمني بالجنون بعد أن حاولت أن تجعلني عاجزة كانت تديس لي اقراص منومة و احيانا اقراص تجعلني لا أعي شيء حولي إلى أن عرفت وصيتي عن المحامي و هي أن كل ثروتي اذا حدث لي شيء توزع الى المياتم و إلى عائلات الجنود تكريما لابي، لهذا قررت أن تحشو بعض الأفكار في عقل ابنها وهي أن يتزوجني يجعلني أحبه، لكن ماثيو كان يحب فتاة اخرى.
* ماثيو كان يدرس الرسم في باريس و هنالك التقى بانجيلاكا، احب كل ما فيها شفتيها الرقيقتين، عيناها التى قد تبدو في الوهلة الاولى كأن تم صب العسل فيهما، و قوامها المشموق و كلماتها الجادة و المختصرة و الغريبة كانت تدرس العزف، كانت عازفة ماهرة و قوية، كانت تعيش وحدها لأنها لا تعرف والدتها ولا والدها؛ فقد تربت في أحد المياتم، في حفل كان يقام في قاعة الأوبرا في باريس هنالك وقعت عينا ماثيو عليها و هي تعزف على التيشيلو بخفة و مهارة كانت شديدة التركيز، في نهاية العزف نظرت اليه باهتمام و بعدها غادرت، فكر فيها ماثيو لايام، في يوم حار ذهب هو و ورفاقه إلى السوق و هنالك رآها و هي تمسك شعرها بربطة بنفسجية و تعزف في الشارع، وقف هناك يتأملها، إلى أن انتبهت له و من هنا بدأت قصة عشقهما الافردوتية، إلى أن انت امه لتضع نهاية للقصة، و اعتقد هذا هو سبب كره ماثيو لي يظن اني السبب، لست مهتمة بالعلاقات أو الحب فكل شخص احببته قد تركني، و تألمت من هذا الوضع اولا ابي و بعده امي ثم العم اليوت و الجد مات و اخيرا الجدة باتي، كلهم ذهبوا و انا بقيت وحيدة حتى ماثيو قد تركني و كرهني،
* كتب لي مرة عن انجيلاكا ظناً باني قد اغير راي و اعدل عن الزوج منه ولكن كنت مثله لا اعرف شيء عن هذا الموضوع فسألت العجوز ألكساندرا حاولت تضليلي بقولها إن ماثيو هو من طلب يدي, تظنني غبية، فأخبرت ماثيو عن هذا الامر لكن لم يصدقني، لذا في رسالتي الأخيرة أخبرته أني أحب شخص يسكن قربنا و أني ساهرب معه كما فعلت امي، طبعا كذبت و هو صدق و قال إنه سيأتي بعد اسبوع، كان علي ان اكذب هنالك كذبات تقال للخير، أو لنريح طرف معين، و من هنا بدأت رحلتنا انا و ابن الجيران الوهمي.
* لقد بلغت مدة غياب ماثيو اكثر من سبعة سنوات لم يرى أحدنا الآخر كل هذه المدة.
* الرجال يظنون اننا نعشقهم لمجرد وضع الفكرة في راسنا هنالك اشياء اهم من الوقوع في ورطة معهم كنت اظن أن ماثيو مختلف عنهم و أنه سيفهمني، كنا قريبين أ يعقل أن يكون لا يعرف من انا، ام هو الذي تغير أو بالأحرى ظهر على حقيقته، في ذلك اليوم قررت الذهاب للتمشي في المرج ولكن اعلم أن تلك الشريرة لن تدعني اذهب لذا ساهرب،
* لا اعلم كيف ولكن هنالك دائما يرافقني شعور بأن هنالك شيء سيحدث معي، أثناء سيري الى المروج رايته هناك يقرأ كتاب ما، كان يرتدي ثياب راقية و يبدو عليه الثراء ولكن في الحقيقة الشيء الذي أثار انتباهي هو الكتاب ساورني الفضول لمعرفة محتواه لأنه كان غارق في قرأته بلا مقدمات سألته عن الكتاب تفاجأ بصوتي و التفت نحوي باهتمام كان كالخيال صوته الذي قد رنة على اذني بأدب عذرا انستي اتتحدثين معي و انا كالبلهاء لحت صامتة كنهاية معزوفة كانت تعرف بصغب و اخيرا اتت كلماتي متقطعة أجل عذرا ما اسم الكتاب الذي تقراه نظر اي متعجب و قال هذا كتاب عن الأدب الاغريقي قصة حب افرديت و الالهة سيوس ، ولكن من انت و اعذري فضولي يا اللهي اعتقد اني قد اغرمت توا و هنا و في هذه اللحظة تذكرت قصة ابي و امي و اول لقاء لهم كنا هذا قبل سنوات طويل حينها كان أبي في العاشرة و امي في السابعة كانت تلعب في حديقة القصر عندما رأته اول مرة مع ماري قريبته التى تكبره عشر سنوات فقد والداه تلك الفترة و امي فقدت امها مذ كانت في الثالثة من عمرها و بحكم عمل ماري الذي كان تربية امي فقد تعلق ابي بها و صارا لا يفترقان و جاء حبهما كتعويض لقصة جدتي و جدي و يظل القدر يمتحننا بمن نحب إلى أن ماتا، لنرجع الى قصتي و ذلك الامير الوسيم قلت بصوت متقطع انا سالي فينس روجر ، قال هممم انا فلوريس أ تسكنين قريبة من هنا؟!
