الكاتبه ديسمبر الشمريه"زقاق الدعلج"
" انا الفتاه الذي رقصت على اوجاعكم "
" انا الجنون بحد ذاته "
" انا النار الذي سوفه تشتت اشتاتكم "
" انا الذي لاتثق حته في خياله "
"انا الذي لبست الكل حجل في قدميها"
في قلب المدينة النابض، تقبع حارة صغيرة تُعرف باسم زقاق الدعلج، حيث تسكن الفتاة التي تعشق الحياة بكل تناقضاتها. شخصية الفتاة تجسيد للحرية والتمرد؛ فقد كانت دائماً تعبّر عن نفسها بطريقة فريدة تخرج عن المألوف، مُحاولةً الرقص على أوجاع القاطنين في الزقاق، ولكنها في الحقيقة ترقص على أوجاعها الخاصة، مخلفةً وراءها أثراً لا يُنسى.
تجليات الجنون والعبث كانت حاضرة في كل زاوية من زوايا زقاق الدعلج. فالفتاة تتحول إلى نار مشتتة تتسلل بين الناس، تتحدى المألوف وتشق طريقها بين الشكوك والنظرات المتسائلة. لم تكن تلقى القبول بسهولة، فالكل كان ينظر إليها بعدم ثقة، كأنها ظل يخشون اقترابه. لكن ذلك لم يهز فيها شيئاً، بل أثّر فيها تأثيراً عكسياً، فسلكت طريق التحدي بكل شجاعة.
كان رقصها في الزقاق ليس مجرد حركات جسدية، بل كانت ثورة في حد ذاتها؛ ثورة ضد القيود والقوالب المفروضة عليها وعلى نساء الزقاق. "أنا الفتاة التي رقصت على أوجاعكم"، كانت ترددها في نفسها بكل قوة وتحدي، لتؤكد أن رقصها هو صوتها في هذا العالم الصامت. تلك الفتاة التي لبست الكل حجلاً في قدميها، فرقصت لتحرر نفسها وتمنح الأمل لمن حولها في هذا الزقاق المنسي.
وصلت قصة الفتاة إلى أوجها عندما تحولت إلى نار تشتت الظلم واليأس الذي كان يخيم على زقاق الدعلج. ففي ليلة ظلماء، اجتمع الناس ليشهدوا رقصتها الأخيرة، حيث استطاعت أن تلهب قلوبهم بشغفها وتمردها، وفي تلك اللحظة، تلاشت كل الشكوك وعمّ الإيمان
مع مرور الوقت، أصبح زقاق الدعلج معروفاً بقصة الفتاة التي تحدت الواقع ورقصت لتغيره. أصبحت الفتاة أسطورة، يتردد صدى قصتها في أرجاء المدينة كرمز للحرية والتحول. زقاق الدعلج لم يعد مجرد مكان، بل تحول إلى رمز للتحرر والأمل، بفضل روح فتاة شجاعة رقصت لتغيّر العالم حولها؛ فهي الجنون بحد ذاته، وهي النار التي سوف تشتت أشتات اليأس.
تلك هي قصة زقاق الدعلج، قصة تمرد وتحول، قصة نار ترقص في الظلام لتجد طريقها نحو النور. فالفتاة التي غامرت ورقصت على أوجاع الناس أصبحت ملهمة لكل من يبحث عن التغيير والتحرر في هذا العالم المليء بالتحديات.في أحد أزقة المدينة القديمة، كان يعيش الدعلج، طفل صغير متشرد يأكل من الشوارع ويشتغل عند ناس لا يرحمون. كبر الدعلج في هذا الزقاق متأثرًا بما رآه وعاشه من قساوة وجفاء، مما شكله تدريجيًا إلى شخص قاسٍ لا يعرف الرحمة، مدمنًا على الممنوعات ومتاجراً بالسلاح. كان الناس ينبذونه، ويتهامسون عنه كونه طفلاً غير شرعي، لا أصل له ولا فصل، ولكن القدر كان له رأي آخر في حياة الدعلج.
في ليلة غير عادية، التقى الدعلج بفتاة راقصة جميلة أخذت بيده مبتعدة به عن زقاقه المظلم إلى عالم أجمل ملئ بالحب والثقة، وكأن النور قد غمر حياته المظلمة فجأة. كان تأثيرها عليه بمثابة المعجزة، فقد استطاعت أن تخرجه من دائرة الجريمة والظلام إلى حياة جديدة، حيث الأمل والسعادة. لقد أثبتت أن الحب الصادق يمكنه أن يغير مسارات الحياة القاسية.
في جانب آخر من المدينة، كانت تعيش غزالة، فتاة قوية الإرادة تحلم بأن تصبح محامية لتحمي الضعفاء والمظلومين. عُرفت غزالة بجمالها وشعرها الأسود الطويل وبأحلامها الكبيرة التي لم تجرب في سبيلها طعم الحب. كانت غزالة قوية بما يكفي لتواجه المجتمع وعمامها الذين يكرهونها لأنها فتاة، حالمة بمستقبل تصبح فيه محامية شهيرة.
غير أن تقاطع مصائر الشخصيات حصل، حين دخل الحب حياة غزالة بشكل غير متوقع عن طريق ضابط يُدعى علي، الذي عشقها عشقًا جارفًا، لكن قصتهما لم تكن معبدة بالورود. اكتشفا أن الماضي الأليم وقصص الانتقام قد خلفت جراحًا عميقة بين عائلاتهما، مما وضعهما في مواجهة صعبة بين الحب والانتقام. ومع ذلك، حاولا تجاوز هذه العقبات، معتمدين على قوة حبهما لعله يشفي الجراح.
وعودًا إلى الدعلج، فقد نجحت الفتاة الراقصة في إعادة توحيده مع عائلته المفقودة، فتح له الحب أبوابًا كانت موصدة في وجهه، وأراه كيف أن النور يمكن أن يتخلل الظلام الدامس، ساعده على ترك حياته السابقة وبدء حياة جديدة مليئة بالأمل والتفاؤل.
تتداخل قصص حياة الدعلج وغزالة وعلي بطرق معقدة، ولكن في نهاية المطاف، تظهر القصة كيف أن الحب والإرادة القوية يمكن أن يغيران مسار الحياة إلى الأفضل، وكيف يمكن للإنسان أن يتجاوز ماضيه مهما كان قاسيًا، تاركًا رسالة قوية عن الخلاص وقوة الإرادة.
أنت تقرأ
زقاق الدعلج
Actionالماضي الذي يراود الدعلج وياخذه به الى زقاق الخوف والرعب وماذا سيحصل وهل الدعلج سوف يغير مسيرته