الفصل الرابع: اللقاء الأول

138 51 61
                                    

مع بزوغ الفجر الجديد، كان العالم ينفض غبار الليل، وتنسل خيوط الشمس الذهبية بخفة عبر الأفق البعيد، فتغمر السماء بلونٍ وردي فاتح يتخلله شُعاع من الذهب الخالص. أشرقت الأشعة، بألوانها المتألقة كأجنحة الفراشات، على أسطح المدينة التي تنبض بالحياة. الشوارع الضيقة، المبلطة بحجارةٍ ذات سطح أملس ولامع، كانت تستقبل ضوء الشمس بفرح، بينما كانت النسائم الرقيقة تحمل معها رائحة العشب الطازج المنبعثة من الحدائق المحيطة. البيوت القديمة ذات الأسقف المائلة المصنوعة من القرميد الأحمر كانت تتزين بالأزهار المتنوعة التي تجملها نوافذ خشبية مزخرفة بنقوش دقيقة تمثل فنون الحفر القديمة. الأبواب الخشبية الثقيلة كانت مُبَطَّنة بزخارف محفورة تتخللها لمسات من الذهب، مما يضفي على المشهد جمالاً ورونقاً يعكس براعة الحرفيين القدماء.

استفاق إدوارد من نومه العميق في غرفةٍ مزينة بفخامة لا نظير لها. السرير الخشبي المنقوش بدقة، ذو الأشكال المترفة التي تتخللها رسوم لنباتات وزهور، كان مغطى بملاءة من الحرير اللامع بلونٍ ذهبي باهت، ينعكس عليه الضوء الفاتح. الوسائد المخملية، التي كانت تتوزع بتناسق على السرير، تحمل ألوانًا داكنةً ونقوشًا ذهبية تضيف لمسةً من الفخامة والنعومة. السجادة الفارسية الكبيرة، المرسومة بألوان دافئة تتداخل فيها درجات الأحمر الداكن والأصفر الباهت، كانت تغطي الأرضية وتعزز الشعور بالرفاهية. الجدران، التي كانت مُغطاة بألوان البيج الفاتح، كانت تحمل لوحاتٍ فنية قديمة، مرسومة بألوان زاهية وتفاصيل دقيقة تروي قصصًا من الماضي.

عند النافذة، كان كرين جالسًا، مستندًا على إطار خشبي منقوش بدقة، وأشعة الفجر التي تسللت عبر النوافذ الكبيرة كانت تتلاعب على وجهه العابس، الذي كان يعكس عمق التفكير. كان ينظر إلى الأفق البعيد، حيث كانت أشعة الشمس تنعكس على أوراق الأشجار المتمايلة برفق، وتعكس الضوء بلمعانٍ ناعم. كل حركة من حركاته كانت تنم عن تأمل عميق، بينما كانت تجاعيد وجهه، التي تشهد على سنوات من التجربة، تضيف إلى الموقف أبعادًا من الحكمة والرصانة.

عندما نادى جون بصوته الجهوري، كان صوته يحمل نبرة من الحزم والحنان في ذات الوقت. كان يقف بجانب النافذة، حيث تسللت أشعة الشمس الذهبية عبر الستائر الرقيقة، التي ترفرف برفق. قال، "إدوارد، تعال إلى هنا"، بصوت عميق وقوي يعكس المسؤولية والتقدير.

رد إدوارد، قائلاً، "حسناً يا جدي"، وهو ينزل ببطء على الدرج الخشبي القديم، الذي كان يصدُر صريرًا خفيفًا تحت خطواته، وكأنه يشهد على مرور الزمن. كان ينحني برفق عند كل خطوة، والضوء الذي يتسلل عبر النوافذ ينعكس على وجهه الشاب، معبرًا عن الالتزام والتقدير.

قال جون، "لقد طلب تشارلي مني الذهاب إلى السوق لجلب بعض الحاجيات. أريدك أن تذهب بدلاً مني كي أوصل السيد كرين إلى القصر الملكي". كان وجهه يعكس وقارًا ورغبة في إتمام الواجبات، وعيناه تتلألأان بعزيمة وحزم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

THE WIZ: (الجزء الاول: إدوارد والغابة المحرمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن