بِلوغٌ

332 9 1
                                    

_انا أُحبكِ!
نطقت بها الفتاةُ الصهباء بخَجلٍ, تُخفي وجهها بِشعرها تتجنبُ النظرَ لعيني الأخرى وهي تنتظرُ ردها

حدقت فيها ذاتُ الشعرِ الأسود, تنظُرُ لأرتِعاشِها الطفيف وتوترُها الواضح
تنتظرُ الأجابة على جمرٍ نقيُ الرائِحة

أشاحت بنظرِها بعيدًا عن ذاتِ الشعرِ الأحمر

_...
ملامِحُها جامدة, تنظُرُ لها ببرودٍ مُثيرٌ للتوتر, يزيدُ الجو حدةً

the atmosphere kept turning redder, calmer and filling itself with melancholy
استمر الجو, يزيدُ حُمرةً قاتِمة, اهدئ, ويملئُ نفسهُ بالحُزن

_هذه المشاعرُ ليست عندي تجاهكِ, اعتذر.
نطقت كلامها غير ابهةً للفوضى التي تسببت بها في صدر الاخرى, الذي غدى يحتَرِقُ حزنًا

مشت خارجةً من القاعة الدراسية, جناحيها السوداوان يرتَعشانِ بخفة
هذا ما ميزها دومًا, المُجنحينَ غالبًا ما أمتلكوا اجنحةً بألوانٍ فاتحة وعدة

اما هي؟ فجناحيها سودوانِ تمامًا, يُهديها مظهرًا مميزًا

تُديرُ عينيها بملل, هذا ثالثُ أعترافًا ترفُضه اليوم, وفي كُل مرة تحصلُ على نفسِ ردات الفعل المُملة نسبةً لها

_الكائناتُ هُنا يحتاجون لدرسٍ قاسٍ كي يتعلموا تقديرَ ذاتِهُم وعدم البُكاء ان تعرضوا للرفضِ, لستُ بمحورِ الكون ليبكوا ان رَفضتُهم
اتجهت لصفِها الدراسي تتجهُ مُباشرةً لِمقعدِها

تغير اتجاهَ بصرِها للنافذةِ جانِبِها, تتأملُ كُلَ ما يجري, ترى بعضَ ارنبًا يحتَضِنُ ثعلبًا بقوة بين احدِ الأشجار, وسينوارًا يُداعبُ احدَ كلابِ البحر

داعبَت بِلسانِها سقفَ لِسانِها, المنظرُ هنا لطالما جذبَ أنتباهَها, ان ترى الكائنات الحيةَ تحيا, لطالما كانَ منظرًا عظيمًا لِتجاهُلهِ

_ألا يعدُ كُرهُ الحياة نوعًا من الحياةِ ايضًا؟
نطقت مُتسائلة

_حُبكُ للحياة لا يعني كونكَ ستَعيش, وكُرهُكَ لها لا يعني كونكَ ستموت

_أليسَ الأمرُ مؤسفًا ان ماتَ من كانَ يعشقُ الحياةَ يومًا؟
تكلمُ صوتٌ ناعمٌ خلفها, صوتٌ مُلحن رُغم فوضى الجوِ حولِهُم

التَفتت لمَصدرِ الصوت وملامحُ التسائُلِ تغزو وجهها, وفقط حينَ رأت هيئة المتَحدِثة

لوهلة أحطاتها ذكرياتٌ لطالما اغلَقت بابُها, كان فتاةً بشعرً مُجعدٍ طويل يصلُ لنهايةِ رُكبَتِها, عينانٌ نقية وبؤبؤٍ واسع, مع رموشٍ حالكةُ السوادِ وفي بعضِ شُعِراتها يتفرعُ اللونُ الورديث والأزرقُ الفاتح, تلكَ الملامحُ مألوفةٌ وللغاية لذاتِ الأعيُنِ السوداء

أمالت بِراسها تُحدقُ بِهيئتها المألوفة
_وأليس مؤسفًا ان مات من لم يتسنى لهُ عشقُ الحياة؟

بحرُ النجاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن