الجنةُ في عيناك.

260 7 1
                                    

_شكرًا على الطعامِ امي, عليَّ الذهابُ لِغُرفتي الأن.
قالت جانكلين ترسمُ أبتسامةً مُرهقة تُخفي أنهاكَها بينَ طيّات وجنتيها

دخلت لِغُرفَتِها واغلقت الباب, تنظُرُ الى النافذةِ أمامها, تنتظرُ شخصًا ما وملامحُ الشوق السامِ الذي يفتَكُ الروحَ في عينيها

سمعت صوتَ النافذةِ وهي تُفتح, لتبتَسِمَ أبتسامةً واسعة من أوجِ الصدقِ داخلَ روحِها

_أسف أنني تأخرت, اُضطرِرتُ ألى خداعِ والداي لِلقدوم!
بادَلها الأبتسامة وهو يحُطُ قدماه على أرضية غُرفتِها

_افتَقدتُكَ, أثيليوس!
حطت يديها على خديها, تُخفي توردَ وجنتيها, وجناحيها خلفها يُرفرِفان بِخفة

اقتربَ منها, يسحَبُها بينَ ذراعيه لدرجةِ أنها تستَنشِقُ رائحةِ قُماشِ الدانتيل الذي يرتديهُ

_أتستعملُ غسولًا جديدًا؟ لا أذكُرُ هذهِ الرائحةَ قبلًا

شاحَ بِنظرهِ بعيدًا عن عينيها, يبحثُ عن ردٍ مُناسبٍ
_حسنًا.. حينَ أعطيتيني ذاك الغسول, اصبح من الصعبِ أستعمالُ غيرهِ.

_ولِمَ؟

_لأنهُ يُذكِرُني بِرائحتكِ, يُشعرُني أن روحكِ تتجولُ حولي حتى حينَ تكونينَ بعيدةً كُلَ البُعدِ عني, أنهُ يُنقيني نقاءً لو لمستُ الغيوم لما تَنقيتهُ

_وماذا ان كانت الغيومُ غيرُ نقية؟

_في خيالي هي نقية, ما يُنقيها هي أنتِ, أُقسِمُ أنكِ ان كُنتِ في صحراءٍ لأزهرت.

توردَ وجهُها كامِلًا, تدفنُ نفسها بينَ أقمشةِ سُترتهِ

_أاعتبرُ هذهِ قُبلة؟
سألَ حينَ شعرَ بِشفاهِها على صدرهِ

_كلا, القُماشُ يعترِضُ شِفاهي, أيُ قُبلةٍ هذهِ؟

_هذهِ الكلماتُ من بينِ ثغرِكِ, تُشعرُني بالأنتشاءِ أكثرَ من أي خمرٍ.

_وماذا عني؟ تفاجئتُ لِرؤية الجنةِ في عينيكَ!

----

تجلسُ جانِبَ والِدتها, فوقَ الطاولةِ تُثرثِرُ عن يومها المدرسي

_ثُم قابلتُ فتاةً حسناء, شعرُها حالكُ السواد بِملامحٍ فاتِنة! وسألت عن اسمي, ثُم مدحتني المُعلمة في درسِ الرياضيات, وضربتُ الطالبَ مارلون بِكعب لكنني كسرته وأُضطررتُ الة العودةِ للمنزلِ حافيةً! أوه وايضًا تناولتُ الرُمان على الغداءِ اليوم و..

_ايُمكِنُكِ تقطيعُ السلطةِ هُناك؟
قالت والدتُها تُقاطعُ ثرثرَتها الطفولية

_أحرصي على عدمِ أضافةِ الكثيرِ من الملح, أختكِ ميلي تكرههُ
عادت والدتها للعملِ بتعابيرٍ مُبتسمة وبشوشة

بحرُ النجاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن