نقِني

185 5 2
                                    

وفي بُعدٍ أخر، هادئٍ كَشايٍ بارِدٍ في أيامِ ديسمبر البارِدة.
تجلسُ سوداءُ الشعرِ قُربَ النافذةِ، تتأملُ الثلوجَ تتساقَطُ بِمثالية، تُغطي الشوارعَ بِبياضِها كأنها الكريمةُ فوقَ مُثلجاتٍ ما.

ضمَّت قدميها لِصدرِها, تحتَضِنُ نفسها كما فعلت في الثانيةِ عشرَ تمامًا, كأنها لم تبلَغ قط

_كُلُ ما أشعُرُ بهِ هو القذارةُ فعلًا, حتى حينَ أتاكدُ أنَ بدنيَ نظيفٌ, كأنَ التَعفُن يكمُنُ في اعضائي, كأنني مُلوثةٌ حتى بِمُعقماتٍ تخنُقُني.

-لأنكِ شيطانٌ.

_لم أختر هذا يومًا, لم اختَر ان تُدَنسَ تلكَ النجاسةُ داخلي.

_لا يوجدُ عقربٌ أختارَ ان يولدَ كعقرب

_لستُ بِحشرةٍ

_مُحِقة, بل أسوء, شيطان.

_ما انتَ يا أرثر؟ الستَ شيطانًا كما نفسي؟

_لستُ سوا وهمٍ كونهُ عقلُكِ

_اسوءُ من شيطانٍ اذًا, نهايتي تعنّي نهايتكَ.

تنهيدةٌ مُنهكة خرجَت من ثغرِ ارثر, يُشيحُ بنظرهِ بعيدًا عن المرأةِ امامهُ

_الحديثُ معكِ مُنهِك..

_أغلِق فمكَ أذًا, سيد أرثر

_لن افعل, ما أنتِ بِمُخططةٍ أليه؟

ابعدت ساقيها عن صدرِها, تسترِقُ النظرَ لِلغُرفةِ الكئيبةِ حولها, أصبَحت الغُرفةُ فعلًا مقبرةً تسكُنها روحٌ لا تزالُ حيةً

_سأفعلُ ما أراهُ صحيحًا, احتاجُ لِشخصٍ يُنقيني من الدَنسِ الذي يُحيطُني

---

---

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


بحرُ النجاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن