إنتهتْ حصة ذلك الخنزير لتنحني ماري تسمع توبيخاته بعد خروجه من الفصل بينما تعتذر،
فتحت باب القسم بقوة بعد رحيله و كان الصمتُ يعمه،
لأن كل الفصل يعرفُ شخصيتها حينما يتعكر مزاجها و لا أحد يتجرأ على الحديث معها،
بخلاف صديقتهانظرت لوتشان لتلكَ التي تضرب رجلها بالهواء و تتمتم بتذمراتٍ غير مفهومة لتقترب نحوها سائلة بفضول
"ماذا هناك ماري؟"إستدارتْ ماري لصديقتها بنظراتِ غضب و تجهم وجهها لتقول بنبرة عنيفة لكن منخفضةٍ بسبب صرها على أسنانها
"لا شيء،اتركيني و شأني"نظرتْ الصديقة مطولا لصاحبتها لكنها تنهدتْ و أخذت الحصة تكملة لنومها،فهي لن تتشاجر مع هذه العصبية ستتركُ الامر للوقت حتى تخبرها
كانت حصة هادئةً بالرغم من تلكَ التي تستشيط غضبا من النظرات التي تحرقها من طرف الملقب بجيمين فهي لم تستطع حتى التركيز في حصتها المفضلة بسببه و رغم ذلك لم تستدر و لم تعطيه وجها،
فتجاهل هذا النوع من الذكور أحسن من الحديث معه و هي تعرف هذا حق معرفةأتتْ الحصة المعروفة ب'غياب الثنائي الغريب' بدل إسم حصة الرياضيات لأنها الحصة التي لم يدخلها كل من لوتشان و ماري،
الثنائي الغريب لذلكَ القسم،
سُميا على هذا بسبب إختلافِ شخصياتهم و صداقتهم المبنية و المتينة بطريقة غريبةخرج كلاهمَا للسطح كالعادة فهذه الحصة،فلوتشان لا تهتم لها لأنها متفوقة بها،أما ماري تعتبر الرياضيات عدوتها اللدودة
لكن يبدو أن جيمين سيأخذ مرتبتها في أيام قليلة
كانت إحداهما تستمع لأغانيه و تنفث دخانها مع تركيزها على كتابها،يبدو أنه كتاب تشويق، هذا ما فكرت به ماري التي ألقت نظرة على صديقتها رغم إنغماسها في اللعبة بهاتفها الذكي
فهي تحب هذه الاجواء الدائمة،لأنها عالمة بصديقتها المتيمة بمادة الرياضيات لكنها تجاريها فقط و تخرج معها منها و هذا ما تحبه بهذه الصديقة الغريبة ذات النظارات
أعلن الجرس المزعج عن بداية الفسحة التي تعتبر نعيم كل الطلاب كما لهتين الفتاتين فقد ركضا من السطح نحو المطعم أكبر مساحة في هذه المدرسة بعد الساحة،المكان ذو أجمل رائحة الذي يعتبر جنة لكلاهما
أخذتْ ماري مقعدا لها بعد الإنتهاء من طلب الطعام و عبوسها المستمر جعل لوتشان -التي لازالت تطلب المزيد من الطعام- فضولية نحو ما الذي حدث لصديقتها الضاحكة منذ دخول الفتى الأصفر كما أسمته
بدل صديقتها الجائعة جلس ذو الشعر الأصفر مقابلا لماري لينبس بإبتسامة الصفراء الجميلة
"نلتقي ثانية،فتاة القبلة"