الحيـاة ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﺃﺣﺪ ﺻﺪﻣﺎﺗﻬﺎ البسيطة فى وجهنا بقوة؛ ﻓﺄﻥ ﻗﺴﻮﺗﻬﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ نقطـة مياة طفيفة ﻓﻲ بحرًا ﻣﻦ الوجع!
ﺁﻓﺎﻗﺖ ﺧﻠﻮﺩ ﺑﻔﺰﻉ من غفوتها، ﻓﻨﻔﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ﻳﺘﻜﺮﺭ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻤﺪﺓ طويلة، خاصـةً منذ إن بدأت هذا الطريق التي وضعت فيها بصدفة غريبة مع أشخاص لا تعرفهم وهي لا تعلم أن هذا الطريق هو مفتاح ماضيـها التي لا تتذكره قط!!
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﺣﻮﻟﻬﺎ بتوتر ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺁﺧﺮ ﺷﻲﺀ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺫلك ﺍﻟﻐﺮيب..
أخذت نفس عميق بخوف تحاول تهدأ ضربات قلبها المضطربة ولكن ﻭﻗﻊ نظرها ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪٍ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻜﻞ ﺗﻜﺒﺮ ﻭﻳﻀﻊ ﻗﺪﻡ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ مثبتة ﻋﻠﻴﻬﺎ بطريقة زادت رُعبها وبدلًا من أن تهدأ ضربات قلبها المضطربة أزدات خوفًا وخشيعة فقد كانت نظراته قوية مليئة بالخُبت، نظرت لملامحهُ نظرة شاملة فذكرتها ﺑﺄﻗﺮﺏ ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ وهذا ما جعلها تعقد حاجبيها بستغراب، ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻬﻮ ﻓﻘﻂ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻗﻠﺒﻬﺎ يكاد يتوقف من الخوف بللت شفتاها وهي تتساءل بنبرة خرجت ضعيفة مطرب:
_أنت مين؟
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺑﺨﺒﺚ ﻭﻇﻞ ﻋﻠﻰ صامتـه ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻳﺰﺩﺍﺩ أكثر بينما هو مستمتع بخوفها ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺃﺭﺩﻑ بسخرية وخبث:
_ﺍﻟﻘﻄﺔ الوديعة اللي ﻗﺪﺍﻣﻲ ﺩﻱ؛ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻗﺪﺭﺕ تهكـر ﺟﻬﺎﺯ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﻬﻮﺍﺭﻱ ﺣﺎﺟﻪ ﻣﺎ ﺗﺘﺼﺪﻗﺶ بصراحـة، ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺨﻴﻠﺔ ﺇﻧﻲ ﻫﻼﻗﻲ شخصية ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﻣﺶ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺗﻘﻊ!
ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺻﺪﻣﺔ ﺧﻠﻮﺩ ﻭﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻫﻮﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ غيره ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﻬﻮﺍﺭﻱ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﻓﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻘﺐ، ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻜﺮ ﻣﺎ جعلهُ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ أطلق ﻟﻘﺐ أﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻬﻮ يستحقهُ ﻭﺑﺠﺪﺍﺭﺓ، بقوتهُ الطاغيـة وهالة الغموض المحيطة به..
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ شتاتة التي تبعثر ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮ فهي من وضعت نفسها في هذا الموقف بخطوة متهورة منها لما تعرف أو تتوقع أبعادها سوى الآن! ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺭﺗﻌﺎﺷﺖ ﺟﺴﺪﻫﺎ
ﻟﻢ ﺗﺴﻌﻔﻬﺎ ﻭﺃﺭﺩﻓﺖ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻮﻳﺔ ﺭﻏﻢ ﺿﻌﻔﻬﺎ:
_ﻣﺶ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺗﻜﻮﻥ ظاهرة ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺺ وإسلوبه، وارد ﺗﻜﻮﻥ القوة دي موجوده في عقله، لأن عقلي ﺩﺍ ﺍﻟﻠﻲ استخدمته ﻭﻗﺪﺭﺕ ﺃﻫﻜﺮ ﺟﻬﺎﺯﻙ بسهولة!
قهق ﺳﻠﻴﻢ ﺑﺼﺨﺐ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ ﺑﺴﺘﻨﻜﺎﺭ:_ﻋﻘﻞ! ﺗﺼﺪﻗﻲ ﻓﺠﺄﺗﻴﻨﻲ بالمعلـومة ﺩﻱ..
ﺻﻤﺖ لبُرهة ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻄﺮﺩ حديثه ﺑﺠﺪﻳﺔ:_ﻋﻘﻞ ﺇﻳﻪ ﻳﺎ ﺃﻡ ﻋﻘﻞ، ﺃﻧﺖ ﺃﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﺇﻧﻚ ﺗﻠﻌﺒﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ، ﻭﻧﻘﻄﺔ ﺗﻬﻜﻴﺮ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺩﻱ ﺟﺎﺕ ﺑﺎﻟﺤﻆ ﻣﻌﺎﻙِ ﻋﻠﺸﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻋﻨﺪﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻭ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﻐﺒﺎﺋﻪ ﻣﺪﻣﺮﻫﻮﺵ، ﻭﻟﻮ ﻛﺪﺍ ﻣﻜﻨﺶ ﺣﺪ ﻫﻴﻘﺪﺭ ﻳﻌﻤﻞ ﻛﺪﺍ..
_ﻃﺐ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﻣﺄﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻭﻱ ﻛﺪﺍ، ﻭﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻃﻠﻊ ﺃﻣﻴﻦ ﺃﻭﻱ ﻭﺑﻠﻐﻚ ﺑﺎﻟﺘﻬﻜﻴﺮ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﺟﺎﻟﻪ ﺇﺷﻌﺎﺭ ﺑﻜﺪﺍ، ﺍﺳﺘﻨﻴﺖ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺩﻱ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻴﻪ، ﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺘﺶ ﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ؟
ﻋﺎﺩ ﺑﻈﻬﺮﻩ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺑﻤﻜﺮ مُجيبًا:
_ﺳﺆﺍﻝ ﺣﻠﻮ، ﺑﺲ ﻣﺒﺤﺒﺶ ﺃﺷﺎﺭﻙ ﺣﺪ ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ﻭﺩه ﺍﻟﻠﻲ ﻭﺻﻠﻨﻲ ﻟﻺﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ دي!
ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺃﺗﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ ﺗﻤﻮﺕ ﺭﻋﺒًﺎ ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺮﺗﻌﺶ ﺧﻮﻓًﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺭﺩﻓﺖ بثقة:
_ﻭحتى ﻟﻮ ﻣﺶ ﺑﺘﺸﺎﺭﻙ ﺗﻔﻜﻴﺮﻙ ﻣﻊ ﺣﺪ ﺑﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺃﺣﻠﻞ ﺳﺒﺐ ﺇﻧﻚ ﺳﺒﺘﻨﻲ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺩﻱ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻘﺪﺭ ﺗﺠﺒﻨﻲ ﻟﺤﺪ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺛﺎﻧﻴﺔ..
ﻋﻘﺪ حاجبيـه ﻭﻟﻜﻦ ملامحـه ﻇﻠﺖ ثابتـة ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﺧﻠﻮﺩ بثقـة ﻣﺴﺘﻄﺮﺩﺓ:
_ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻠﺸﺎﻥ ﻋﺎﻭﺯ ﺗﺸﻮﻑ ﻣﻴﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ، ﺃﻭ ﻣﻴﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺮﺿﻨﻲ ﺃﺧﺘﺮﻕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺑﺘﺎﻋﻚ، ﻋﺎﻭﺯ ﺗﺤﺪﺩ ﻋﺪﻭﻙ ﻋﻠﺸﺎﻥ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﻠﺸﺎﻥ ﻛﺪه ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻟﻔﺦ ﺑﺘﺎﻉ ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﺩﻩ ﺻﺢ!
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺳﻠﻴﻢ ﺑﺈﻋﺠﺎﺏ ﻭﺭﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻗﺎﺋﻠًﺎ:_ﻻ ﺑﺮﺍﻓﻮ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺪﺭﺕ ﺗﺤﻠﻠﻲ ﺻﺢ، ﺑﺲ ﻫﻞ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﺘﻘﺪﺭﻱ ﺗﻌﺮﻓﻲ
ﺃﻧﺎ ﻫﻌﻤﻞ ﻓﻴﻚِ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻌﺎﻙِ ﺇﻳﻪ!
أنت تقرأ
رواية سر خفي {مُكتملة الجزء الأول}
Phiêu lưuغموض وأسرار مخفيـة مع كل سر يُكشف يظهر سـر آخر أكثر غموضًا وأشد صدمة من قبله، قلوب أرهقها العشق وقلوب أخرى تتعرف على ابجادية الحُب وسط انتقام امتد لأعوام.. وكل هذا سنعيشه وسط سطور روايتنا لنكتشف أن قوة الروابط لا يمكن هزيمتها حتى لو كان الأنتقام سبب...
