اورورا

14 3 4
                                    

في زمن بعيد، حيث السماء تعانق الأرض والنجوم تهمس بأسرار الكون، كانت هناك فتاة تدعى “اورورا”، تعيش في “مملكة الأثير السرمدي”.
كانت اورورا معروفة بين أهالي المملكة بقدرتها الفريدة على التحدث مع الطيور والفراشات، وكانت تمضي أيامها في التجوال بين الحدائق العطرة والغابات الخضراء.

تمشي الفتاة بخطوات موزونة، كل خطوة تقطعها تبدو محسوبة ومتأنية. ترتدي ملابس بسيطة لا تلفت الانتباه، ولكنها تختارها بعناية فائقة لتناسب شخصيتها العميقة. يكمن جمالها في تفاصيل صغيرة، مثل الطريقة التي تتلألأ بها عيناها عندما تتحدث عن شغفها، أو الابتسامة الخجولة التي تظهر على شفتيها عندما تسمع نكتة تعجبها.

لديها هوايات غير متوقعة تكشف عن جوانب مختلفة من شخصيتها، مثل الرسم أو العزف على آلة موسيقية غير شائعة. تحب أن تقضي وقتها في الطبيعة، وتجد السلام في صوت الأمواج أو همس الأشجار و التحدث مع الطيور. لديها قلب كبير وتشعر بالتعاطف الشديد تجاه الآخرين، ولكنها تحتفظ بمشاعرها لنفسها، مما يضيف طبقة من الغموض إلى شخصيتها.

تتمتع بذكاء حاد وحس فكاهي جاف، وهي دائمًا مستعدة لتقديم يد العون لمن يحتاجها. وعلى الرغم من قامتها القصيرة، فإنها تمتلك حضورًا قويًا يجعل من الصعب تجاهلها في أي تجمع. هي النوع من الأشخاص الذين يتركون بصمة في حياة كل من يلتقون بهم، وتبقى ذكراهم طويلاً بعد أن يغادروا.

في احد الايام كانت اورورا  تتمشى مثل عاداتها كل فجر صباح تستنشق الهواء و بالصدفة لمحت طائرًا صغيرًا بجناح مكسور، فأخذته إلى منزلها وعالجته بعناية فائقة.
ومع مرور الأيام، شفي الطائر وأصبح قادرًا على الطيران مجددًا، كان طائرا جميلا بحق ...طائر صغير بألوان زاهية يتنقل بين الأزهار في حديقة ساحرة.....ريشه مزيج من الأحمر القاني والأزرق السماوي، مع خطوط ذهبية تلمع تحت أشعة الشمس. عيناه الصغيرتان تشعان بفضول وذكاء، ومنقاره الدقيق يبدو كأنه مصنوع من العقيق الأصفر. أجنحته الصغيرة ترفرف بسرعة فائقة، مما يجعله يبدو كأنه يطفو في الهواء بدلاً من الطيران.

يصدر عنه تغريدات ناعمة تتناغم مع النسيم، وكأنه يعزف سيمفونية خاصة به. يحمل في ذيله ألوان قوس قزح التي تتغير مع انعكاس الضوء، مضيفًا لمسة سحرية إلى مظهره الجذاب.
لكنه اختار ألا يغادر جانب اورورا، وأصبح رفيقها المخلص.

في إحدى الليالي، حين كانت الأضواء الأثيرية تتراقص في السماء، كانت اورورا تتناول طعامها حتى سمعت دقات هادئة في باب كوخها ... نهظت من مكانها بحرص شديد و اخذت معها عصا خشبية لكي ندافع عن نفسها بها فمن سيقوم بطرق بابها و هي تسكن على أطراف الغابة ... ازدادت دقات الباب شبئا فشيئا مما زادها رعبا فتحت الباب اذا بها تتفاجأ برئية عنقاء عظيمة أمامها .
علا ملامح الدهشة في عيني الفتاة كانت اول مرة ترى هذا المخلوق العظيم الذي لطالما سمعت عنه الكثير و الكثير عنه و الان يقف امامها ظلت تحدق في جسدها المتوهج كاللهب ينبض بألوان الشفق، من الأحمر العميق كدماء الأبطال إلى البرتقالي الذي يشع كأول خيوط الفجر، ريشها يتلألأ بألوان النار...

 اميكوس فييليا |   Amicus Philia Where stories live. Discover now