الإِهداء وَالفاتِحة.

285 25 12
                                    

«بسم الله.»

هذه الرواية ليست أَوّل عمل روائي ليّ، لكنّها مختلفة قليلًا.

_________________________

الإِهداء.

«إِهداءٌ لِـكُلِّ روحٍ سكنتْ عالم الفانتازيا وَتلوَّنتْ بِـأَلوانه، لِـكُلِّ نفسٍ قد هَوَتْ تلكَ التفاصيل الخارجة عن المألوف، لِـكلِّ من ارتشفَ قطرات ندىٰ الخيال. لِـتلكَ العيونُ القارِئة، لِـتلكَ الآذان الصّاغية، لِـتلكَ الأَنامل الَّتي تتصفَّح تفاصيل عالمنا -عالم الفانتازيا- لِـكلِّ روحٍ قد طُبِعَ بِـها هذا الطابع! إِهداءٌ لِـكلِّ شخصٍ لَم يهدىٰ ما يستحقّ.»

______________________________

الفاتِحة.

كلَّما أَغمضتُ جفنايّ هاربة من الواقع محاولة النوم تتردّد تلك الجمل في مسمعي. «لستِ سوىٰ مخبولة...» «لا وجود لـِعالمك الخيالي!» «كفاكِ هراء، لا حقيقة لـِما تقولين!» «لستِ سوىٰ مختلة...» وَالكثير وَالكثير غيّرها، أُحاول جاهدة كي لا أَفتعل المشاكل في مكان مليء بِـالمشاكل.

كلّما فكّرتُ بِـأَنَّهُ من المحتمل أَن يكون كلامهم صحيح شعرتُ بـشيءٍ يعترض الطريق وسط حنجرتي وَتغمرني رغبة بـالبكّاء، لا يعقل أَنَّها كانتْ تكذب! محال! لَن أَستسلم وَسَـأَصل إلىٰ العالم الَّذي كانت تروي لي عنه فَـأَنا أَنتمي له.

...

بينَ الإِنكار وَالتمنّي وَالانتظار وَالسعي، تحصل علىٰ دليل صغير ربَّما يقودها نحوَ شيء مفيد، شيء يثبتُ أَنَّ ما كانتْ أُمُّها ترويه لها في طفولتها صحيح وَليسَ محض خيال.

...

انتشر صوته في أَنحاء الكوخ وَنبرة الفضول واضحة في صوته وَهو مادٌّ تلكَ الشعرة بِـاتجاهه.

- «أَخبرني، كيفَ سَـتكون حياتها هنا؟»

نظرَ له ذا الشعر الأَبيض، إِلىٰ عمقِ عينيه. أَخذ الشعرة بِـعناية، تفحصها علىٰ مهل وَتركيزٍ. أَعاد نظره لِلأَشقر الَّذي أَمامه ناظرًا في زرقاوتيه، همس بِـهدوءٍ بالغ.

- «توقَّف عن هذا، مشاعركَ تجاهها، قلقكَ، خوفكَ عليها، مشاعركَ تجاهها تجعلني أَشعر بِـأَنَّها فرد مهم فعلًا لِـهذا العالم وَليستْ مجرَّد بشريَّة.»

نظر الأَشقر له نظرة انزعاج قائلًا له بينما كان ذا الشعر الأَبيض يتَّخذ مكان جلوس علىٰ الأَرض.

- «ليس كلُّ ما هو مهم ليَّ يعني بِـأَنَّهُ مهم لِلمملكة أَو العالم الرئيسيّ، هل هي خطيئة أَن أَهتمَّ لِأَحَّدهن؟»

العـالَمُ الرَّئِيـسِيّ: حَـيثُ أَنـتَمِي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن